للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٥٥١٦ - "عليكم بالشفاءين: العسل والقرآن (هـ ك) عن ابن مسعود".

(عليكم بالشفاءين) قال المظهر: شفاء البئر والنهر طرفه والشفاء من المرض معافاة طرق السلامة وصار اسماً للبئر. (العسل) وهو لعاب النحل وله مائة اسم كذا قيل (والقرآن) أجره ترقيا إلى الأعظم الأشرف الأنفع جمع بين الطب البشري والإلهي وبين الفاعل الطبيعي والروحاني وطب الأجساد وطب الأرواح والسبب الأرضي والسماوي وقد أطال وأطاب ابن القيم في هديه - صلى الله عليه وسلم - في الطب في بيان شأن القرآن والعسل (١)، وقدمنا في الجزء الأول ما فيه كفاية. (هـ ك (٢) عن ابن مسعود) قال الحاكم: صحيح على شرطهما، وقال البيهقي في الشعب: الصحيح موقوف على ابن مسعود.

٥٥١٧ - "عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر، وهما في الجنة، وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور، وهما في النار، وسلوا الله اليقين والمعافاة، فإنه لم يؤت أحد بعد اليقين خيرا من المعافاة، ولا تحاسدوا, ولا تباغضوا؛ ولا تقاطعوا ولا تدابروا، وكونوا عباد الله إخواناً كما أمركم الله. (حم خد هـ) عن أبي بكر (صح) ".

(عليكم بالصدق؛ فإنه مع البر) أي مصاحب له وملازم دائر معه حيث دار، والبر الإحسان وهو عام للإحسان مع الخالق والمخلوق والنفس. (وهما في الجنة) أي الصدق والإحسان من صفات أهل الجنة وأخلاقهم أو هما وصاحبهما المتصف بهما فيها، (وإياكم والكذب، فإنه مع الفجور) يلازمه ويصاحبه والفجور الخروج عن الطاعة، (وهما في النار) أي من صفات أهلها وأخلاقهم أو يتجسدان في الآخرة ويزج بهما في النار فيكونا مع أصحابها


(١) انظر: زاد المعاد (٤/ ٣٠).
(٢) أخرجه ابن ماجة (٣٤٥٢)، والحاكم (٤/ ٢٢٣)، وانظر الشعب (٢٥٨١)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٧٦٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>