للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

(عليكم هدياً قاصداً) أي طريقا معتدلا لا يميل إلى أحد طرفي الإفراط والتفريط، وسبب الحديث عن بريدة قال: خرجت ذات يوم أمشي فإذا أنا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمشي فأخذ بيدي فانطلقنا جميعًا فإذا برجل يصلي يكثر من الركوع والسجود، فقال: "أترى هذا يرائى"، قلت: الله ورسوله أعلم، فأرسل يده وطبق بين يديه ثلاث مرات يرفع يديه ويضربهما ويقول: عليكم ... إلى آخره (عليكم هدياً قاصدًا عليكم هدياً قاصداً) كرره تأكيداً وحثًّا على ذلك والحديث مسوق للتحذير من الغلو في الدين كما أرشد إليه قوله. (فإنه) أي الشأن (من يشاد) يقاومه ويغاليه ويكلف نفسه من العبادة فوق طاقتها (هذا الدين يغلبه) يؤديه ذلك إلى التقصير عن العمل وترك الواجبات وتقدم كلام كثير في هذا المعني .. (حم ك هق (١) عن بريدة) رمز المصنف لصحته؛ لأنه قال الحاكم: صحيح وأقرَّه الذَّهبي، وقال الهيثمي: رجاله موثقون.

٥٥٦٧ - "عليكم من الأعمال بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا". (طب) عن عمران بن حصين (صح) ".

(عليكم من الأعمال) الصالحة (بما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا) جاء به للمشاكلة فإن الملل حقيقة فتور يعرض للنفس من كثرة مزاولة شيء فيورث الكلال عن الفعل والإعراض عنه وهذا لا يجوز عليه تعالى وتقدم الكلام في حديث: "أكلفوا من الأعمال" في الهمزة مع الكاف، فأغنى عن إعادته. (طب (٢) عن عمران بن حصين) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: إسناده حسن.


(١) أخرجه أحمد (٥/ ٣٦١)، والحاكم (١/ ٤٥٧)، والبيهقي (٣/ ١٨)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١/ ٦٢)، وضعفه الألباني في صحيح الجامع (٤٠٨٦).
(٢) أخرجه الطبراني في الكبير (١٨/ ٢٢٨) (٥٦٨)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٢/ ٢٥٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٠٨٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>