أنها أرواح الموتى لا غير وروي شيم بمعجمة فمثناة تحتية والأول أصح. (فأهل اليمين أهل الجنة) فهم أصحاب اليمين والسابقون. (والأَسْوِدَةُ التي عن شماله أهل النار) وهم أهل الشمال. (فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى) وهذا صريح أن حياة آدم حياة حقيقية. (ثم عرج بي جبريل حتى أتى السماء الثانية فقال لخازنها: افتح، فقال: له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح، فلما مررت بإدريس فيها) تقدم في حرف الهمزة أن إدريس في السماء الرابعة ويوسف في الثانية. وفي كتب التفسير في قوله تعالى:{وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}[مريم: ٥٧] إنه في السماء الرابعة أو السادسة (قال: مرحباً) نصبه وما قبله بعامل مضمر أي أتيت رحباً (بالنبي الصالح والأخ الصالح) وصفه بالأخ تلطفاً وتواضعاً لأن الأنبياء إخوة ولم يقل بالابن لأنه ليس من ذريته. (قلت: من هذا؟ قال: هذا إدريس) قال الشارح: وقضيته أن إدريس في الثانية وليس مرادًا إذ ثم لترتيب الأخبار لا الواقع.
قلت: لا يخفى بعده، ثم قال: على أن هذه الرواية شاذة مخالفة للروايات الصحيحة، قلت: وعلى هذا الوجه التعويل في دفع الإشكال.
(ثم مررت بموسى) أي ثم عرج بي إلى السماء الثالثة، فمررت بموسى، إلا أنه تقدم أن موسى في السماء السادسة فهذه الرواية شاذة. (فقال: مرحباً بالنبي الصالح والأخ الصالح قلت: من هذا؟ قال: هذا موسى، ثم مررت بعيسى) ظاهره في السماء الرابعة والذي تقدم أن عيسى ويحيى في السماء الثالثة. (فقال: مرحبا بالنبي الصالح والأخ الصالح، قلت: من هذا؟ قال: هذا عيسى ابن مريم) واعلم أن: الروايات متفقة على أن المرور بعيسى قبل موسى إلا هذه الرواية وظاهره أن عيسى في السماء الرابعة. (ثم مررت بإبراهيم، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح) ظاهره أن إبراهيم في السابعة وتقدم كلام في هذا اللقاء