للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الجوزي (١): هذا الحديث ونحوه أحاديث مخالفة للأصول وأعظمها قوله تعالى: {وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} [الأنعام: ١٦٤] انتهى. قال الرافعي في تأريخ قزوين (٢): أنه رأى بخط الإِمام الطالقاني أن معناه: لا يدخل الجنة بعمل أصلية بخلاف ولد الرشدة فإنه إذا مات طفلا وأبواه مؤمنان ألحق بهما وبلغ درجتهما لصلاحهما كما قال تعالى: {أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيتَهُمْ} [الطور: ٢١]، وولد الزنا لا يدخل الجنة بعمل أصلية، أما الزاني فنسبه منقطع، وأما الزانية فبشؤم زناها وإن صلحت يمنع من وصول صلاحها إليه انتهى.

قلت: ولا يخفى أن لفظ الحديث لا يدخل وهو بعيد عن المعنى المذكور لأنه جعل يدخل يرفع إلى درجة أبويه وفيه أن هذا شؤم لحق الولد بلا ذنب لأنه حط عن رتبة أمه ولا ريب أن شؤم الآباء يلحق الأبناء لا بذنب منهم. (عد (٣) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وابن عدي أخرجه عن حمزة بن داود الثقفي عن محمد بن زنبور عن عبد العزيز بن أبي حازم عن سهيل عن أبي صالح عن أبي السمان، قال يحيى: حديث ليس بحجة وقال أبو حاتم: يكتب ولا يحتج به.

٥٨٢٩ - "فرغ الله - عز وجل - إلى كل عبد من خمس: من أجله، ورزقه، وأثره، مضجعه، وشقي أو سعيد". (حم طب عن أبي الدرداء" (صح).

(فرغ الله - عز وجل -) أي نَفَذَ قَدَرُه وقضاؤه منتهيا إلى الملك الموكل بالأرحام وما يتعلق بالمخلوق. (إلى كل عبد من خمس) متعلق بفرغ نظرا إلى لفظه. (من


(١) العلل المتناهية (٢/ ٧٦٩).
(٢) التدوين في أخبار قزوين (٢/ ١٤٦).
(٣) أخرجه ابن عدي (٣/ ٤٤٩)، والرافعي في التدوين (٢/ ١٤٦)، وانظر علل الدارقطني (٩/ ١٠١)، والميزان (٣/ ٣٤٠)، والمصنوع (١/ ٢٠٤)، والعلل المتناهية (٢/ ٧٦٩)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٣٩٥٨)، والضعيفة (١٤٦٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>