للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

أجله) بدل من خمس بإعادة العامل فلا زيادة فيه ولا نقص منه. (ورزقه) كذلك. (وأثره) بفتح الهمزة ومثليه أي أثر مشيه في الأرض كما قال تعالى: ميه {وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ} [يس: ١٢]. (ومضجعه) يعني سكونه وحركته ومحل موته ومدفنه. (وشقي أو سعيد) قال أبو البقاء: لا يجوز فيه إلا الرفع على تقدير وهو لو جر عطفا على ما قبله لم يجز لأنه يكون المراد فرغ من شقي أو سعيد ولا معنى له، قال الغزالي (١): معنى الفراغ من ذلك أنه سبحانه لما قسم ما ذكر وقدر أحدهما على التعيين أن يكون من أهل الجنة والآخر من أهل النار تعيينا لا يقبل التبديل والتغيير فقد فرغ من أمرهم {فَرِيق في الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ في السَّعِيرِ} [الشورى: ٧].

قلت: وهو إخبار عن سابقية علمه تعالى بذلك ولا تقتضي السابقية السابقية كما أوضحناه في إيقاظ الفكرة، والمراد أنه تعالى قد علم ما يختاره العبد لنفسه من الشقاوة والسعادة. (حم طب (٢) عن أبي الدرداء) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: أحد رجال إسنادي أحمد ثقات.

٥٨٣٠ - "فرغ إلى ابن آدم من أربع: الخَلق، والخُلق، والرزق والأجل". (طس) عن ابن مسعود (صح) ".

(فرغ) مبني للمجهول. (إلى ابن آدم من أربع) لا ينافيه قوله آنفاً من خمس؛ لأن مفهوم العدد غير معتبر أو لأنه أعلم بالخامسة بعد إعلامه بالأربع كذا قيل، قلت: هذه غير تلك ليس هنا إلا أمران من الخمس الأول. (الخَلق) من كامل وناقص وحسن وقبيح. (والخُلق) بضم المعجمة تقدم تفسيره. (والرزق


(١) إحياء علوم الدين (٤/ ٣١).
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ١٩٧)، والقضاعي في الشهاب (٦٠٢)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٧/ ١٩٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٢٠١).

<<  <  ج: ص:  >  >>