للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عقلوا عن الله مواعظه فوجلت منه قلوبهم واطمأنت إليه نفوسهم. (كفضلي على أمتي) وهو قدر لا يعلمه إلا الله تعالى. (الحارث (١) عن أبي سعيد) سكت المصنف عليه، وأورده ابن الجوزي: في الواهيات وقال: لا يصح، فيه سلام الطويل، قال الدارقطني وغيره: متروك.

٥٨٤١ - "فضل العالم على العابد كفضلي على أدناكم، إن الله - عز وجل - وملائكته وأهل السماوات والأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير". (ت) عن أبي أمامة (صح) ".

(فضل العالم) الذي أفاض علمه على الناس كما يشعر به آخره. (على العابد كفضلي على أدناكم) قال الطيبي (٢): في هذا التشبيه تنبيه على أنه لا بد للعالم من العبادة وللعابد من العلم كيف لا؟ والعلم مقدمة العمل وصحة العمل متوقفة على العلم وللناس كلام هنا طويل والذي يفهم من الحديث أنه أراد بفضل العالم النافع بعلمه عباد الله بتعليم وفتيا وإرشاد وتزهيد وغير ذلك من دلائل الخير على مجرد من يقتصر على العبادة سواء كان عالما بحيث يساوي هذا النافع للعباد بعلمه أم دونه في العلم لا الجاهل فإن عبادته لا اعتداد بها كما دلت لهذه الجملة الاستئنافية التي هي إبانة لعلة الفضل. (إن الله - عز وجل - وملائكته وأهل السماوات) أي سكانها من الملائكة الذين لا ينزلون إلى الأرض وهذا تخصيص بعد التعميم وأهل. (الأرضين حتى النملة في جُحرها وحتى الحوت) ذكر النملة والحوت بعد ذكر الثقلين والملائكة تتميم بجميع أنواع الحيوان وخص النملة من حيوانات البر لأنها مثل في الحقارة فتعرف صلاة غيرها بطريق


(١) أخرجه الحارث بن أبي أسامة كما في زوائد الهيثمي (٣٩)، وابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله (١/ ٢١)، وانظر العلل المتناهية (١/ ٢٧٨) وعلل الدارقطني (٩/ ٢٦٧)، والمجروحين (١/ ٢٤٠) وقال الألباني في ضعيف الجامع (٣٩٦٨): موضوع.
(٢) فيض القدير (٤/ ٤٣٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>