٥٩٠٢ - "في الجنة ما لا عين رأت ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر". البزار (طس) عن أبي سعيد (صح)".
(في الجنة) من النعم. (ما لا عين رأت) من المحاسن (ولا أذن سمعت) من الأصوات المطربة ومن الأوصاف المعجبة، قال الطيبي: ما هنا موصولة أو موصوفة وعين وقعت في سياق النفي فأفاد الاستغراق والمعنى: ما رأت العيون كلهن ولا عين واحدة منهن فيحتمل نفي الرؤية والعين أو نفي الرؤية فحسب، والمراد عيون البشر وآذانهم. (ولا خطر على قلب بشر) لأن البشر لا يخطر على باله إلا ما يعرفه ويقرب إلى خياله من الأشياء التي عرفها، ونعيم الجنة فوق ذلك، وقال الطيبي: المعنى لا قلب ولا خطور فجعل انتفاء الصفة دليلاً على انتفاء الذات أي إذا لم تحصل ثمرة القلب وهو الإخطار فلا قلب.
قلت: لا وجه لحمله على ما ذكره بل المتبادر أنه لا خطور له على قلب البشر نفيا للخطور كما ذكرناه، قال: وخص البشر دون الفريقين قبله لأنهم هم الذين ينتفعون بما أعد لهم ويهيمون به بخلاف الجن.
قلت: بل الظاهر أن الجن كالإنس في ذلك وإنما خص البشر لأنهم أشرف الفريقين ويعلم أن الجن لا يخطرونه بالأولى؛ والحديث إخبار بأن نعيم الجنة لا يحاط به. (البزار طس (١) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال البزار رجال الصحيح، وقال المنذري: رواه البزار والطبراني بإسناد صحيح.
٥٩٠٣ - "في الحبة السوداء شفاء من كل داء إلا السام". (حم ق هـ) أبي
(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٥٥١٠)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٧/ ٩٠)، والترغيب والترهيب (٤/ ٢٩٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٢٤٦).