للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

لا يصح عطفه على ملكان حتى يصير المعنى: وفي السماء نبيان لأن أمرهما في الأرض وهما فيها ويحتمل عطفه عليه بتقدير وفي الأرض ملاحظة للمعنى (أحدهما يأمر باللين) قدمه على الأمر بالشدة على خلاف السابق مع أنه متأخر زمانا عن الأمر بالشدة إشارة إلى أن من شأن الرسل اللين وهو الأقدم في صفاتهم. (والآخر بالشدة وكل مصيب) يحتمل أن الله تعالى يأمر كل واحد بما يقتضيه حال من أرسل إليهم ويحتمل أنه عن اجتهاد منهما فأحدهما ينظر إلى عظمة الله وقبح عصيانه فيشتد والآخر ينظر إلى رحمة الله وعموم عفوه فيلين وفسر هذا الإيهام بقوله: (إبراهيم) فإنه الآمر باللين القائل: {وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُور رَّحِيمٌ} [إبراهيم: ٣٦] ونحوها. (ونوح) الآمر بالشدة والقائل: {رَبِّ لَا تَذَرْ عَلَى الْأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} [نوح: ٢٦] (ولي صاحبان أحدهما يأمر) أي يشير عليّ به ويأمر به إذلالاً لا أمراً. (بالين) عن اجتهاده ونظره. (والآخر بالشدة) كذلك في الأمرين. (أبو بكر) فإنه كان يشير على المصطفى - صلى الله عليه وسلم - بما فيه لين وعفوه كرأيه في فداء أسرى بدر وغير ذلك. (وعمر) فإنه كان يشير عليه - صلى الله عليه وسلم - بالشدة كرأيه في أسرى بدر فإنه كان رأيه القتل وفي محلات أخر كان يميل إلى الشدة ولم يقل - صلى الله عليه وسلم - هنا وكلاهما مصيب لأن ذلك قاله في حق المعصومين من الملائكة والمرسلين وهذا في حق هذين الصاحبين الجليلين وقد مثل كل واحد بملك ونبي لما قدمه من صفات أولئك فيحتمل أن المراد أنهما أيضا مصيبان وهو الأظهر ويحتمل خلافه وعلى كل حال فالكلام سيق لمدحهما والشارح لم يتكلم بشيء على هذا الحديث جميعه بل شرح ألفاظه ساكتا عنها. (طب وابن عساكر (١) عن أم سلمة) رمز المصنف على الطبراني بالضعف وقال الهيثمي:


(١) أخرجه الطبراني في الكبير (٢٣/ ٣١٥) (٧١٥)، وأحمد في فضائل الصحابة (٣٠٠)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (٤٤/ ٦١)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٩/ ٥١)، وضعفه الألباني في ضعيف =

<<  <  ج: ص:  >  >>