للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وأعز ذخرا، فيغبطه ويتمنى ويحب أن يكون له مثل ذلك مضموما إلى ما هو له من المراتب الشريفة فذلك معنى قوله: "يغبطهم النبيون" لأن الأنبياء عليهم السلام قد استغرقوا فيما هو أغلى من ذلك من دعوة الخلق وإظهار الحق وإعلاء الدين وإرشاد العامة وتكميل الخاصة، إلى غير ذلك من كلفات شغلهم عن العكوف على مثل هذه الجزيئات والقيام بحقوقهم والشهداء وإن نالوا مرتبة الشهادة فهم إذا رأوا يوم القيامة منازلهم وشاهدوا قربهم وكرامتهم عند الله ودوا لو كانوا ضامين خصالهم مع خصالهم فيكونون جامعين بين الحسنيين فائزين بالمرتبتين هذا أولى ما قيل من التأويل (ت) (١) عن معاذ) سكت عليه المصنف، وقد قال الترمذي: حسن صحيح، ورواه الطبراني عن العرباض بلفظه قال الهيثمي: إسناده جيد.

٦٠٢٠ - "قال الله تعالى: وجبت محبتي للمتحابين في، والمتجالسين في، والمتباذلين في، والمتزاورين في". (حم طب ك هب) عن معاذ (صح) ".

(قال الله تعالى: وجبت محبتي) لزمت كما يلزم الواجب. (للمتحابين في) الذين تحابوا في الله أي لأجله ولأجل نصرة دينه وإعلاء كلمته. (والمتجالسين في) لأجل ذكري. (والمتباذلين في) الذين يبذلون ما لديهم لبعض بعضا لأجل الله وما وعد به على ذلك. (والمتزاورين في) الذين يزورون بعضهم بعضاً لأجل ما وعد الله على ذلك من الأجر الله يحب اتصال العباد واعتضادهم وتساندهم على رضاه ولكن الذين يتصفون بما ذكرهم الأعز من الكبريت الأحمر:

سألت الناس عن خل وفي ... فقالوا ما إلى هذا سبيل

تمسك إن ظفرت بودحر ... فإن الحر في الدنيا قليل


(١) أخرجه الترمذي (٢٣٩٠) عن معاذ، وأخرجه الطبراني في الأوسط (١٣٢٨) عن أبي الدرداء، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٧٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٣١٢)، والصحيحة (٣٤٦٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>