٦٠٢٦ - "قال الله تعالى: حقت محبتي للمتحابين فيَّ، وحقت محبيتي للمتواصلين فيَّ، وحقت محبتي للمتناصحين في، وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في، المتحابون في على منابر من نور يغبطهم بمكانهم النبيون والصديقون والشهداء". (حم طب ك) عن عبادة بن الصامت (صح) ".
(قال الله تعالى: حقت محبتي) وجبت (للمتحابين في) ولو اثنين فإن اللام الداخلة على الجمع تصيره جنساً (وحقت محبيتي للمتواصلين في) الاتصال أعم من الزيارة. (وحقت محبتي للمتناصحين في) فإن التناصح في الله من أعظم صفات أهل الإيمان [٣/ ١٨٤]. (وحقت محبتي للمتزاورين في، وحقت محبتي للمتباذلين في) تقدما بلفظهما قريبًا، زار بعض الصوفية شيخاً له فأعطاه الشيخ ثوباً من ثيابه فلما ولى استدعاه الشيخ فقال: هل معك شيئاً تدفعه إلى؟ فدفع إليه سجادته، فقال: اعلم إن هذه مباذلة لا مبادلة لعلنا ندخل في هذا الحديث وساقه. (المتحابون في) استئناف إخبار بكرامة المتحابين فيه تعالى، وخص هذه الصفة لأن سائر ما ذكر من الصفات المذكورة من التواصل وما بعده لازمة للتحاب (على منابر من نور) بأن يجعله في الآخرة جسما في الآخرة وإن كان في هذا النشأة عرضا، ويكون من أشرف الأجسام، كما أنه من أشرف الأعراض وصف الله به نفسه ورسوله - صلى الله عليه وسلم - وكتابه والإيمان وغير ذلك (يغبطهم بمكانهم) بسببه كما تقدم. (النبيون والصديقون والشهداء) تقدم بيان المراد وأنه التنويه لشرفهم لديه تعالى. (حم طب ك)(١) عن عبادة بن الصامت) رمز المصنف لصحته، قال الهيثمي: رجال أحمد والطبراني موثقون.
(١) أخرجه أحمد (٥/ ٢٢٩)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ٨١) (١٥٤)، والحاكم (٤/ ١٨٧)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (١٠/ ٢٧٩)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٣٢١).