للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٦٠٢٧ - "قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -يريد عينيه- ثم صبر عوضته منهما الجنة". (حم خ) عن أنس (صح) ".

(قال الله تعالى: إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه -يريد عينيه-) مدرج من كلام راويه وعبر عنهما بهذه العبارة المنادية على عزيهما والمراد سلبت ضوءهما أو قلة الانتفاع به. (ثم صبر) أتى بثم لبعد رتبة الصبر على هذا الشأن النفيس. (عوضته منهما الجنة) وقال الطيبي: ثم للتراخي في الرتبة لأن ابتلاء الله العبد أشد نعمة وصبره عليها مقتض لتضاعف تلك النعمة لقوله تعالى: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠]، ولما أصيب ابن عباس ببصره (١) أنشد:

إن يذهب الله من عيني نورهما ... ففي لساني وقلبي للهدى نور

عقلي ذكي وقولي غير ذي خطل ... وفي فمي صارم كالسيف مأثور

(حم خ) (٢) عن أنس).

٦٠٢٨ - "قال الله تعالى: إذا سلبت من عبدي كريمتيه وهو بهما ضنين لم أرض له بهما ثوابا دون الجنة إذا حمدني عليهما" (حل) عن عرباض (صح) ".

(قال الله تعالى: إذا سلبت من عبدي كريمتيه) قيل: سماه بذلك لكثرة منافعهما دينا ودنيا ولأنهما أحب أعضاء الإنسان إليه. (وهو بهما ضنين) أي بخيل هو قيد واقعي فإن كل أحد بهما ضنين. (لم أرض له بهما ثوابا دون الجنة) أي جزاء على سلبهما بشرط قوله: (إذا حمدني عليهما) أي على سلبهما فإنه يعلم أنهما من مواهب الله سبحانه وتعالى فإذا أخذهما فما أخذ على عبده شيئاً إلا من عطاياه، وظاهر الحديث أن العدة بهذا الأجر إنما هي لمن ذهبت عيناه معا إلا أنه أخرج سعيد بن سليم الضبي عن أنس بن مالك قال، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قال


(١) الأبيات منسوبة لشاعر النبي - صلى الله عليه وسلم - حسان بن ثابت.
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ١٤٤)، والبخاري (٥٣٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>