(ولا حلم ولا علم) قال الطيبي: هو تأكيد لمفهوم صبروا واحتسبوا؛ لأن معنى الاحتساب أن سعيه على العمل الإخلاص وابتغاء مرضات الرب لا الحلم ولا العلم، فحينئذ يتوجه عليه أنه كيف يصبر ويحتسب من لا علم له ولا حلم فيقال إذا أعطاه من حلمه ليحلم وينفعل بحلم الله وعلمه.
قلت: كأن المراد أنهم لا يتعلمون ولا يتعرفون الحلم، بل يجعل الله عقولهم راجحة مهتدية إلى الخير بغير واسطة فيكون عامة الأمة كعلماء من قبلهم في علمهم وحلمهم، وهو يناسبه أن علماء هذه الأمة كأنبياء بني إسرائيل بطريق المقابلة عامة هذه الأمة كعلماء بني إسرائيل كما دل له قوله:(قال: كيف يا رب، يكون هذا لهم ولا حلم ولا علم؟) فإن هذه الصفات لا تكون إلا للعلماء الحلماء. (قال: أعطيهم من حلمي وعلمي) أي أجعل فطرتهم على ذلك. (حم طب ك هب)(١) عن أبي الدرداء) رمز المصنف بالصحة على البيهقي، قال الحاكم: صحيح، وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح غير الحسن بن سوار وأبو حلبس يزيد بن ميسرة وهما ثقتان.
٦٠٣٥ - "قال الله تعالى: يا ابن آدم، اثنتان لم تكن لك واحدة منهما: جعلت لك نصيبا من مالك حين أخذت بكظمك لأطهرك به وأزكيك، وصلاة عبادي عليك بعد انقضاء أجلك". (هـ) عن ابن عمر" (ض).
(قال الله تعالى: يا ابن آدم، اثنتان) من خصال الخير (لم تكن لك واحدة منهما) لولا فضلي عليك بينهما بقوله: (جعلت لك نصيبا من مالك) وهو ثلثه تصنع به ما تشاء من أنواع القرب (حين أخذت بكظمك) الكظم بالتحريك
(١) أخرجه أحمد (٦/ ٤٥٠)، والطبراني في الأوسط (٣٢٥٢)، والحاكم (١/ ٣٤٨)، والبيهقي في الشعب (٩٩٥٣)، وانظر قول الهيثمي في المجمع (٣/ ٢٨٨)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٤٠٥٢): موضوع، وضعفه في الضعيفة (٤٠٣٨، ٤٩٩١).