للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عنهما، قلناه قبل رؤية كلام ابن تيمية الآتي وهل في البدل ما في المبدل منه من اللعب، الظاهر أنه لا لعب فيهما ولا يباح فيهما إلا ما أباحه الله ورسوله فيهما (يوم الفطر ويوم النحر) فإنهما عند أهل الإِسلام، قال الطيبي: هذا نهي عن اللعب والسرور فيه في نهاية اللطف وأمر بالعبادة وأن السرور الحقيقي فيها بل {بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} [يونس: ٥٨]، قال مخرجه البيهقي: زاد الحسن فيه: "أما يوم الفطر فصلاة وصدقة، وأما يوم الأضحى فصلاة ونسك"، قال المجد (١) ابن تيمية: أفاد الحديث حرمة التشبه بهم في أعيادهم لأنه لم ينفها على العيدين الجاهليين ولا يتركهم يلعبون فيهما على العادة، وقال: أبدلكم والإبدال يقتضي ترك المبدل منه، وقال المظهر: فيه دليل على أن يوم النيروز والمهرجان منهي عنهما.

قلت: وفيه دليل على أنه لا يعظم غير يومي العيدين وأما ما ينفق في الجهات من تعظيم أيام انفقت فيها واقعات من ميلاده - صلى الله عليه وسلم - الذي يعظمه أهل مكة ويجعلونه عيدا ولو كان ذلك عيداً لكان أحق الناس بتعظيمه الصحابة والتابعين وكذلك تعظيمهم أياماً يسمونها بالأعياد مثل عيد العيدروس ونحوه مما لا يكاد يمر شهر واحد إلا وفيه أعياد لديهم ومثل أيام الزيارات في البهائم وغيرها مما يعظمونه أكثر من تعظيم الأعياد وينفقون فيه من الأموال بالإسراف ما يحرمه الله ورسوله ولا ينهاهم أحد لأن هم من إليه الأمر والنهي قبض المال لا غير، قال لي شيخنا في مكة [٣/ ١٩٩] وكان من الأبرار الصالحين رحمه الله وأنا أقرأ عليه شرح العمدة لابن دقيق العيد وقد جرى ذكر تعظيم الزيدية للغدير هذا شيء مبتدع لا يحسن فعله أو نحو هذا اللفظ فقلت له: نعم وهو نظير هذا المولد الذي يفعلونه في مكة فقال: هذا فيه تعظيم لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -.


(١) اقتضاء الصراط المستقيم (١/ ١٨٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>