للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

قلت: لو كان فيه خيراً لكان أحق الناس بفعله الصحابة والصالحين من السلف فهم كانوا أشد تعظيما له - صلى الله عليه وسلم - فسكت، وكان هذا الحديث وأهل مكة في عيد لمولد أو ذاك ولقد شاهدناهم عقيب هذا يفعلون فيه من المنكرات مالا يحيط به الوصف مع أنهم تلك السنة يزعمون أنه نهى الذي وصل من الأروام عن كثير من البدع (هق (١) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، قال الشارح: فيه محمَّد بن عبد الله الأنصاري، أورده الذهبي في الضعفاء (٢) وقال: قال أبو داود: تغيّر شديداً.

٦٠٨٩ - "قدمتم خير مقدم، وقدمتم من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر مجاهدة العبد هواه" (خط) عن جابر (ض) ".

(قدمتم) أيها المخاطبون من الصحابة قدوماً (خير مقدم) دعاء لهم وإخباراً بأن قدومهم خير قدوم؛ لأنهم رجعوا إلى الأوطان بعد إرضاء الرحمن بقتل عبدة الأوثان (من الجهاد الأصغر) للعدو البارز للعداوة الذي يدفع بالعدة والعدد. (إلى الجهاد الأكبر) وهو جهاد العدو المخالط المخالل البخاري مع الدم واللحم الذي أعوانه النفس التي في بدن الإنسان والهوى، وكأنهم قالوا: وما الجهاد الأكبر فقال (مجاهدة العبد هواه) الذي يزينه له شيطانه ونفسه الأمارة بالسوء، قال إبراهيم بن أدهم: أشد الجهاد جهاد الهوى فمن منع نفسه هواها فقد استراح من الدنيا وبلاها.

قلت: أكبرية هذا الجهاد من حيث أنه لا يفتر ساعة من ليل ولا نهار ولا يمل


(١) أخرجه البيهقي في السنن (٣/ ٢٧٧)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٣٨١).
(٢) انظر: المغني (٢/ ٥٩٩) وفيه: ثقة مشهور، قال أبو داود: تغيّر تغيرًا شديداً ... وقال أحمد: "أنكر القطان حديث حبيب بن الشهيد علي الأنصاري في الحجامة للصائم"، ورد في الميزان (٣/ ٦٠٠)، ما أنكره القطان فقال: ما ينبغي أن يتكلم في مثل الأنصاري لأجل حديث تفرد به فإنه صاحب حديث.

<<  <  ج: ص:  >  >>