للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ولا يفتر ولا يهادن صاحبه ومن حيث أنه يحارب كل جارحه من الجوارح العين يجرها إلى نظر ما يحرم والأذن إلى سماعه واليد إلى البطش فيه والرجل إلى المشي إليه وكل جارحه يجنبها ومن حيث أنه يدخل إلى ملك البدن وهو القلب فبجيوشه بالأفكار الخبيثة والشهوات الباطلة والإرادات المخالفة والعزوم القبيحة وغير ذلك من أنواع جهاده فعلى العاقل أن يجاهد نفسه ويخادعها ساعة فساعة ويخاطبها خطاب النصوح الآمر يقول: (يا أيتها النفس) أنت على جناح سفر ودارك هذه دار غرور وقدور وإن المسافر إن لم يتزود ركب الخطر وخير الزاد التقوى كما جاء عن سيد البشر. (خط (١) عن جابر) رمز المصنف لضعفه ورواه عنه البيهقي في كتاب الزهد وقال: إسناده ضعيف وضعفه العراقي.

٦٠٩٠ - "قدموا قريشا, ولا تقدموها، وتعلموا منها, ولا تعالموها" الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابن شهاب بلاغا (عد) عن أبي هريرة".

(قدموا قريشاً) قيل: المراد في الخلافة لحديث: "الأئمة من قريش" ولأنه - صلى الله عليه وسلم - قدم سالماً مولى أبي حذيفة في الصلاة وخلفه جماعة من قريش وأمر معاذ بن جبل وغيره ومعه قريش فعلم أنه ليس المراد في التقديم في كل خصلة شريفة ومرتبة سنية، قال ابن تيمية (٢): الأحاديث في فضل قريش فيها كثرة وهي تدل على فضل العرب إذ نسبة قريش إلى العرب كنسبة العرب إلى الناس، وسبب هذا الفضل ما خصوا به في عقولهم وأخلاقهم وألسنتهم وأعمالهم وذلك أن الفضل إنما هو بالعلم النافع أو بالعمل الصالح والعلم له مبدأ وهو قوة العقل الذي هو بالفهم والحفظ وقوة المنطق الذي هو البيان والعبارة ولسانهم أتم الألسنة بيانا وتمييزًا للمعاني وجمعًا للمعنى الكثير في اللفظ القليل إذا شاء المتكلم الجمع تم


(١) أخرجه الخطيب في تاريخه (١٣/ ٥٢٣)، والبيهقي في الزهد الكبير (٢/ ١٦٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤٠٨٠)، وقال في الضعيفة (٢٤٦٠): منكر.
(٢) اقتضاء الصراط المستقيم.

<<  <  ج: ص:  >  >>