(الشافعي والبيهقي في المعرفة عن ابن شهاب بلاغًا) أنه قال: بلغنا عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وظاهر كلام المصنف أنه خرجه الشافعي بلاغًا وأفاد السمهودي في الجواهر أن الشافعي في مسنده وأحمد في المناقب خرجاه من حديث عبد الله بن حنطب، قال: خطبنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال:"أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعالموها"، وقال الحافظ ابن حجر: إنه أخرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح لكنه مرسل وله شواهد. (عد (١) عن أبي هريرة).
٦٠٩١ - "قدموا قريشاً، ولا تقدموها، وتعلموا من قريش، ولا تعلموها، ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى"(طب) عن عبد الله بن السائب (صح) ".
(قدموا قريشاً) ظاهره العموم في كل شيء وأن الأمر للإيجاب وزاد قوله. (ولا تقدموها) للتأكيد وإلا فإنه قد أفيد للجملة الأولى. (وتعلموا من قريش) حذف مفعوله ليعم كالأول. (ولا تعلموها) فإنه عنها يؤخذ العلم وهذا مشكل فإن القرشي يفتقر إلى أخذ العلم عن غيره فرب فارسي وعجمي أعلم من قرشي فالذي يلوح أن الحديث خطاب لأهل عصره - صلى الله عليه وسلم - من أهل المدينة لا غيرهم فإنه هاجر إليهم المهاجرون من قريش وقد صاروا عالمين بمناسك الدين فأمرت الأنصار وغيرهم من العرب الذين تأخر إسلامهم أن تعلم علم الدين منهم هذا أقرب ما يقال فالمراد تعلموا من عالم قريش كما دل له قوله. (ولولا أن تبطر قريش) أي تكفر النعمة. (لأخبرتها ما لخيارها عند الله تعالى) فإن الوعيد لخيارها وهم علماؤها فالمراد بقريش خيارها في هذه الأحاديث أي قدموا خيار قريش وتعلموا منهم ولا تعلموهم لما لهم عند الله من الكرامة والمنازل العلية
(١) أخرجه ابن عدي في الكامل (٥/ ١٦٢)، والشافعي في مسنده (١/ ٢٧٨)، والبيهقي في الشعب (١٦٠٢)، وانظر التلخيص الحبير (٢/ ٣٦، ٣/ ١٠٣)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٤٣٨٣).