للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

عزير، ونقل المحب الطبري عن الحكيم الترمذي أنه موسى، وروى أنه داود، روى أنه قال: "يا ربِّ [٣/ ٢٠٢] تعذب أهل قرية وفيهم المطيع فأراد ربه أن يريه العبرة في ذلك فسلط عليه الحر فلجأ إلى ظل شجرة عندها بيت نمل فنام فلدغته واحدة وهو في ألذ النوم". (فأمر بقرية النمل) أي بيتها الذي تسكنه (فأحرقت) بالبناء للمفعول وفي رواية للبخاري "أحرق" أي النمل وكان ذلك جائزا في شرعه لا في شرعنا للنهي عن قتل النمل في خبر يجيء. (فأوحى الله إليه: أن) بفتح الهمزة وحذف الجار وهمزة الاستفهام مقدرة أي لأن (قرصتك نملة أحرقت أمة من الأمم) طائفة من الطوائف (تسبح) مسبحة وأتى بالمضارع دلالة على تجدد التسبيح، قال في البحر: فالعتب على ذلك النبي بزيادة القتل على نملة لدغته لا لنفس القتل والإحراق فإنه جائز في شرعه، وقيل: لم يعاتبه إنكاراً على فعله بل إيضاحاً لحكمة شمول الإهلاك لجميع تلك القرية فضرب له المثل بالنمل أي إذا اختلط من يستحق الإهلاك بغيره ويعني إهلاك الكل طريقا للإهلاك المستحق جاز إهلاك الكل.

قلت: وفي هذا وما قبله تكلف والظاهر أنه عتاب على نفس الفعل ومثل ذلك يجوز على الأنبياء من باب {عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ} [التوبة: ٤٣].

لطيفة: قال الزمخشري رحمه الله (١): دخل قتادة الكوفة فاجتمع إليه الناس فقال: سلوني عما شئتم، وكان أبو حنيفة رحمه الله حاضرًا وهو غلاماً حدث، فقال: سلوه عن نملة سليمان كان ذكرا أم أنثى فسألوه فأفحم، فقال: أبو حنيفة كان أنثى، فقيل له: من أين عرفت قال من قوله تعالى: {قَالَتْ نَمْلَةٌ} ولو كان ذكراً، لقال: قال. (ق د ن هـ (٢) عن أبي هريرة) وتقدم سبب القصة، وقيل: إنه مر


(١) الكشاف (ص ٩٠١).
(٢) أخرجه البخاري (٣٠١٩، ٣٣١٩)، ومسلم (٢٢٤١)، وأبو داود (٥٢٦٦)، والنسائي (٣/ ١٦٦)، وابن ماجه (٣٢٢٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>