للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

مع التخلق بالأخلاق المرضية، وقيل: الاتباع مع ترك الابتداع، وقيل: حمل النفس على أخلاق الكتاب والسنة (حم م ت ن هـ (١) عن سفيان بن عبد الله الثقفي) قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإِسلام قولاً لا أسأل عنه غيرك، فذكره ولم يخرجه البخاري قال النووي: لم يرو مسلم لسفيان غير هذا الحديث.

٦١٢٦ - "قل: اللهم اهدني، وسددني، واذكر بالهدى هدايتك الطريق وبالسداد سداد السهم". (م د ن) عن علي (صح) ".

(قل: اللهم اهدني، وسددني، واذكر) عند سؤالك. (بالهدى هدايتك الطريق) أي اخطر ببالك إن المطلوب هداية كهداية من ركب متن الطريق وأخذ في المنهج المستقيم. (وبالسداد سداد السهم) لأن الرامي إذا أراد شيئاً سدد سهمه نحوه ليصيبه قال الراغب: التسديد أن تقوم إرادته وحركته نحو الغرض المطلوب ليهجم في أسرع مدة يمكن الوصول فيها إليه وهو المسئول في قولنا (اهدنا الصراط المستقيم) وفي شرح مسلم يعني اذكر ذلك حال دعائك بهذين اللفظين لأن هادي الطريق لا يزيغ عنه [٣/ ٢٠٧]، ومسدد السهم يحرص على تقويمه ولا يستقيم رميه حتى يقومه، وكذا الداعي ينبغي أن يحرص على تسديد عمله وتقويمه.

فائدة شريفة: تقدم في هذه الأدعية ما هو تعليم بلفظ الأخبار وما هو بلفظ السؤال ووصف الرب ووصف العبد حال نفسه، وقد يقال: كيف يكون الإخبار سؤالاً؟ والجواب ما قاله ابن تيمية (٢): قال الطالب: السائل تارة يسأل بصيغة الطلب وتارة يسأل بصيغة الخبر إما يوصف حاله وإما يوصف حال المسئول وإما يوصف الحالين كقول نوح - عليه السلام -: (قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْالَكَ مَا


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٣٨٤)، ومسلم (٣٨)، والترمذي (٢٤١٠)، والنسائي (٦/ ٤٥٨)، وابن ماجة (٣٩٧٢).
(٢) الفتاوى الكبرى (٥/ ٢١٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>