للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولا ديباجاً ألين من كفه" (١) لأن المراد اللين في الجلد والغلظ في العظام، فيجتمع له نعومة البدن وقوته، قال ابن بطال (٢): كانت كفه ممتلئه لحماً غير أنها مع ضخامتها لينة، (سائل الأطراف) بسين مهملة ولام ممتدها كما في النهاية (٣) وفسره البيهقي وغيره بممتد الأصابع طوال غير منعقدة ولا متثنية وتؤيده رواية "كأن أصابعه قضبان فضة" [٣/ ٢٧٥] وروى أبو نعيم "شائل الأطراف" بمعجمة ولام أي مرتفعها، وهو قريب منه بالمهملة، وروى "سائن" بالمهملة ورى سائي بالمهملة والنون آخره آخر الحروف، وسائر بالراء قال الزمخشري (٤): ومقصود الكل أنها غير متعقدة. (خمصان الأخمصين) بالخاء المعجمة والصاد المهملة فيهما في النهاية (٥): الأخمص من القدم الموضع الذي لا يلصق بالأرض عند الوطء والخمصان المبالغ فيه أي أن ذلك من أسفل قدميه شديد التجافي عن الأرض، وسئل ابن الأعرابي عنه فقال: لم يرتفع جداً، ولم يسم أسفل القدم جدًّا فهو أحسن ما يكون، وإذا استوى أو ارتفع فهو ذم فيكون المعنى أن أخمصيه معتدل الخمص (مسيح القدمين) أملسهما مستويهما لينهما بلا تكثير ولا تشقق جلده. (ينبو عنهما الماء) يسيل ويمر سريعاً، إذا صب عليهما. (إذا زال زال تقلعاً) أي إذا ذهب وفارق مكانه رفع رجليه رفعاً بائناً متداركاً إحداهما بالأخرى مشية أهل الجلادة، وهو حال أو منصوب على المصدر، أي ذهاب يقلع، والقلع في الأصل انتزاع الشيء من أصله أو تحويله من محله وكلاهما يصلح أن يراد هنا أي ينزع رجله من الأرض أو يحولها بقوة.


(١) أخرجه البخاري (٣٣٦٨).
(٢) شرح ابن بطال لصحيح البخاري (١٧/ ١٨٧)، وفتح الباري (١٠/ ٣٥٩).
(٣) انظر النهاية (٢/ ٢٥٢).
(٤) الفائق (٢/ ٢٢٧).
(٥) النهاية (٤/ ٣٢٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>