للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ويألم أشد تألم -اللهم أجرنا من أدنى عذابك وأعلاه ووفقنا لما ترضاه- ثم يحتمل أن هذا أخف الكفار عذابًا ويحتمل أنه أخف الموحدين وأخرج الحكيم في نوادر الأصول من حديث أبي هريرة عنه - صلى الله عليه وسلم -: إنما الشفاعة لمن عمل الكبائر ثم ماتوا عليها فهم في الباب الأول من جهنم لا تسود وجوههم ولا تزرق أعينهم ولا يغلون بالأغلال ولا يقرنون بالشياطين ولا يضربون بالمقامع ولا يطرحون في الدرك الأسفل (١)، وهو يؤيد الأول وأن المراد من قوله: "من أهل النار" الذين هم أهلها حقيقة (م (٢) عن أبي سعيد).

٣٢٣ - " أدنى أهل الجنة منزلة الذي له ثمانون ألف خادم، واثنتان وسبعون زوجة، وتنصب له فيه من لؤلؤ وزبرجد وياقوت كما بين الجابية إلى صنعاء (حم ت حب) والضياء عن أبي سعيد (صح) ".

(أدنى أهل الجنة) أي نعيمًا وملكًا (من له ثمانون ألف خادم) والخادم القائم لخدمة من يخدمه وإذا كان له هذا العدد من الخدم فقد أفاد أن له من النعم ما لا يحيط به عباده فإنه لا يكون الخادم إلا لمن اتسع حاله فذكره - صلى الله عليه وسلم - لعدة الخدم إشارة إلى أن نعمه التي يعطاها تقاصر عنها العبارات وهذا تنبيه بأدنى نعم الله على أعلاها وبأدنى أهل الجنة على أعلاهم (وثنتان وأربعون زوجة) من الحور العين (وينصب له قبة) في النهاية (٣): القبة من الخيام بيت صغير مستدير (من لؤلؤ وزبرجد) بفتح الزاي وفتح الموحدة وسكون الراء وفتح الجيم آخره مهملة: جوهر معروف وياقوت من نفيس الجواهر وهو إخبار بأن هذه أجزاء القبة (كما


(١) أخرجه الخطيب في تاريخه (٦/ ١٥٦)، وأورده ابن رجب الحنبلي في التخويف من النار (ص: ٢٥٦) وذكره السيوطي من طريق الحكيم الترمذي في نوادر الأصول في الدرر المنثور (٨/ ٦٢٦).
(٢) أخرجه مسلم (٢١٠).
(٣) النهاية (٤/ ٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>