للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الآن في الدنيا وهي دار تعبد، فإن قيل: كيف يصلون بعد الموت وليست تلك حالة تكليف؟.

قلنا: ذلك ليس بحكم التكليف بل بحكم الإكرام لهم والتشريف, لأنها حببت إليهم في الدنيا الصلاة فلزموها وماتوا وهم على ذلك فشرفوا بإبقاء ما كانوا يحبونه عليهم، فتكون عبادتهم إلهامية كعبادة الملائكة , لا تكليفية ويدل على ذلك خبر "يموت الرجل على ما عاش عليه، ويحشر على ما مات عليه" (١) ولا تدافع بين هذا وبين رؤيته إياه تلك الليلة في السماء لأن للأنبياء مراتع ومسارح ينصرفون كيف شاءوا ثم يرجعون. أو لأن أرواح الأنبياء بعد مفارقة البدن في الرفيق الأعلى ولها إشراف على البدن وتعلق به يتمكنون من التصرف والتقرب بحيث ترد السلام على المسلم وبهذا التلفيق رآه يصلي في قبره ورآه في السماء. وكما أن نبينا في الرفيق الأعلى وبدنه في ضريحه يرد السلام على من سلم عليه وإذا تأملت هذه الكلمات علمت أنه لا حاجة إلى ما أبدي في المقام من التكلفات والتأويلات البعيدة التي منها أنها رؤية منام أو تمثيل أو إخبار عن وحي (حم م ن (٢) عن أنس) ولم يخرجه البخاري.

٨١٥٣ - "مررت ليلة أسري بي بالملأ الأعلى، وجبريل كالحلس البالى من خشية الله تعالى (طس) عن جابر (ض) ".

(مررت ليلة أسري بي) هي ليلة غير معينة واعتقاد الناس أنها ليلة الثامن وعشرين من رجب ويسمونها ليلة المعراج لا أصل له فيما أعلم، ثم رأيت بعد هذا أنه جزم النووي أن المعراج به - صلى الله عليه وسلم - كان ليلة سبع وعشرين من رجب، قال: هذا في السير من الروضة، وفي فتاويه من ربيع الأول وفي شرح مسلم من ربيع


(١) أخرجه مسلم (٢٨٧٨) مختصراً
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ١٢٠)، ومسلم (٢٣٧٥)، والنسائي (٣/ ٢١٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>