(من توضأ يوم الجمعة) لصلاتها (فبها) قال جار الله: الباء متعلقة بفعل مضمر أي فبهذه الخصلة أو الفعلة ينال الفضل والخصلة هي الوضوء (ونعمت) الخصلة أي هي حذف المخصوص بالمدح، وقيل: أي فبالرخصة أخذ ونعمت السنة [٤/ ٢٢٩] التي ترك، قال الشارح: وفيه انحراف عن مراعاة حق اللفظ فإن الضمير الثاني يرجع إلى غير ما رجع إليه الأول ويحتمل أن يكون المعنى فعليه بتلك الفعلة (ومن اغتسل فالغسل) للصلاة (أفضل) من مجرد الوضوء وهذا الحديث دليل من يقول إنه لا يجب الغسل وأنه ناسخ لحديث غسل الجمعة واجب أو أنه أريد بالإيجاب تأكيد السنية (حم ٣ وابن خزيمة (١) عن سمرة) رمز المصنف لصحته وهو من رواية الحسن عن سمرة وللناس خلاف هل سمع من سمرة أو لا، قال ابن حجر: القول بأنه سمع منه قول ابن المديني انتهى فيكون الحديث عنده متصلًا ومن لم يثبت للحسن سماعًا من سمرة قال: إنه منقطع.
٨٥٩٢ - "من تولى غير مواليه فقد خلع ربقة الإِسلام من عنقه. (حم) والضياء عن جابر (صح) ".
(من تولى غير مواليه) أي اتخذ غيرهم موالي ليتصل بهم ويرثونه ويحتمل ولي المملوك والأعم منه كمن كان حليفا لقوم فاتخذ غيرهم حلفا وخلع حلف غيرهم (فقد خلع ربقة الإِسلام) الربقة بكسر الراء والموحدة بعدها ثم القاف عروة في حبل تجعل في عنق البعير تمسكه بها استعيرت للإسلام أي ما شد به نفسه من عقد الإِسلام (من عنقه) وأحكامه وذلك لأن من رغب عن موالاة من
(١) أخرجه أحمد (٥/ ١٦، ٢٢)، وأبو داود (٣٥٤)، والترمذي (٤٩٧)، والنسائي (٣/ ٩٤) رقم (١٣٨٠)، وانظر فتح الباري (٢/ ٣٦٢)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (٦١٨٠).