للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقالوا: كفى بقول النووي في فتاويه له أصل أصيل (١).

٨٦١٤ - "من حسب كلامه من عمله قل كلامه إلا فيما يعنيه. ابن السني عن أبي ذر".

(من حسب كلامه من عمله) الذي يجازى به وهو كذلك عند الله فالمراد من استمر له تذكر هذه الحسنات (قل كلامه) لأنه يخاف من الجزاء وغالب الكلام وكثيره ساقط مؤاخذ به العبد (إلا في ما يعنيه) من عناه الشيء أهمه أي في ما يهمه ولا غناء له عنه قال الغزالي (٢): علاج من أراد تقليل الكلام أن يعلم أن الموت بين يديه وأنه مسئول عن كل كلمة وأن أنفاسه رأس ماله وأن لسانه شبكة تقدر على أن يقبض بها الحور العين وإهماله وتضييعه خسران مبين هذا علاجه من حيث العلم وأما علاجه من حيث العمل فالعزلة ولزوم السكوت (ابن السني (٣) عن أبي ذر).

٨٦١٥ - "من حضر معصية فكرهها فكأنما غاب عنها، ومن غاب عنها فرضيها فكأنه حضرها. (هق) عن أبي هريرة".

(من حضر معصية) أعم من الكبائر والصغائر (فكرهها فكأنما غاب عنها) في أنه لا إثم عليه ويدل على جواز بقائه عند العصاة وهو غير جائز فيحمل على من تعذر عليه فراق موقف العصاة والنكير عليهم بلسانه والتعبير بيده (ومن غاب عنها فرضيها) حيث بلغته (فكأنه حضرها) محبًّا لها مشاركا لفاعلها وذلك أن الموالاة للعصاة هو الأمر المذموم فاعله والكراهة لهم ولفعلهم هو [٤/ ٢٣٤]


(١) انظر: فتاوى الإِمام النووي (ص: ٧٢ - ٧٣ طبع عام ١٤١٧هـ، وذكره فيه حديث أبي يعلى الآتي وقال: روى أبو يعلى الموصلي في مسنده بإسناد جيد حسن ...
(٢) إحياء علوم الدين (٣/ ١١٤).
(٣) أخرجه ابن السني (٦)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٥٥٦٧): ضعيف جدًّا.

<<  <  ج: ص:  >  >>