للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(من رآني في المنام فقد رآني) أي فليبشر بأنه رآني حقيقة أو رأى حقيقتي كما هي فلم يتحد الشرط والجزاء وهو في معنى الإخبار أي من رآني فأخبره أن رؤيته حق ليست بأضغاث أحلام ولا تخيلات شيطانية ثم أردف ذلك بما هو تتميم لمعناه وتعليل للحكم فقال: (فإن الشيطان لا يتمثل بي) لم يجعل الله له ذلك في يقظة ولا منام لئلا يكذب على لسانه في المنام أو في اليقظة.

قال جماعة من العلماء: هذا إذا رآه على صورته التي كان عليها في الدنيا لا لو رآه على غير صورته الموصوفة، وقال النووي (١): بل ولو رآه على غيرها، وقال القرطبي بعد كلام: والصحيح أن رؤيته - صلى الله عليه وسلم - على أي حال كان غير باطلة ولا من الأضغاث بل حق في نفسها وتصوير تلك الصورة وتمثيل ذلك المقال ليس من الشيطان بل جعل الله ذلك للرائي بشرى، فينشط للخير أو إنذارًا فينزجر عن الشر أو تنبيه على خير يحصل (حم خ ت (٢) عن أنس) قال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، وقال المصنف: الحديث متواتر.

٨٦٧٠ - "من رآني فقد رأى الحق فإن الشيطان لا يتزين بي. (حم ق) عن أبي قتادة (صح) ".

(من رآني) أي في المنام. (فقد رأى الحق) أي الرؤيا الصحيحة الصادقة.

(فإن الشيطان لا يتزين) بالزاي المعجمة. (بي) لا يظهر في زي وهيئتي، قال ابن أبي جمرة: الشيطان لا يتصور بصورة النبي أصلًا فمن رآه في صورة حسنة فذلك حسن في دينه ومن رأى في جارحة من جوارحه - صلى الله عليه وسلم - تباين أو نقص فذلك شين ونقص في دين الرائي، قال: وهذا هو الحق، وقد جرب فوجد كذلك وبه تحصل الفائدة الكبرى في رؤياه حتى يظهر للرائي هل عنده خلل أم لا وذلك


(١) شرح مسلم (١٥/ ٢٤).
(٢) أخرجه أحمد (٣/ ٢٦٩)، والبخاري (٦٩٩٤)، والترمذي (٢٢٧٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>