للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الحاكم وغيره عن أبي هريرة مرفوعًا "إن أكثر ما يدخل الناس النار الأجوفان الفم والفرج" (١) فأوصاه بالتقوى فيه ليكمل له أمر دينه وفيه تعظيم شأن النكاح وأنه يحفظ به المكلف نصف دينه وليس التنصيف تحقيقا بل مبالغة. (ك (٢) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح وتعقَّبه الذَّهبي بأن فيه زهير [٤/ ٢٤٤] بن محمَّد له مناكير انتهى.

وقال الحافظ ابن حجر: سنده ضعيف، إلا أنه قال في فتح الباري: هذا الحديث وإن كان فيه ضعف فمجموع ما يدل على أن ما يحصل به المقصود من الترغيب في التزويج أصلًا لكن في حق من يتأتى منه النسل.

٨٦٨٦ - "من رضي من الله باليسير من الرزق رضي الله منه بالقليل من العمل. (هب) عن علي (ض) ".

(من رضي من الله باليسير من الرزق) قنع به ولم يتسخطه (رضي الله منه بالقليل من العمل) أي قبله منه وسامحه فيما فرط فيه من الطاعات فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط والذي يحمل العبد على الرضا أن يعلم أن الله تعالى هو الذي يتولى تدبيره وتقسيم الأرزاق وأنه لا يظلم أحدًا ولا يضع إلى كل أحد إلا ما هو الأصلح له فيعلم أن الخير كل الخير فيما سيق إليه من الرزق وإن كان قليلًا، وفيه أن من وسَّع الله عليه في الأرزاق لا يرضى منه تعالى بيسير الطاعات، وقد قلب الناس الأمور فأكثرهم غنىً وجاهًا أبعدهم عن المحافظة على الجماعات وحضور مساجد أهل الإِسلام وشهود جنائزهم وعيادة مرضاهم وغير ذلك مما يحافظ عليه من قلل عليه رزقه. (هب (٣) عن علي) رمز


(١) رواه الحاكم (٤/ ٣٦٠)، وابن حبان (٤٧٦).
(٢) أخرجه الحاكم (٢/ ١٦١)، وانظر: فتح الباري (٩/ ١١١)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٥٩٩).
(٣) أخرجه البيهقي في الشعب (١٠٠٠٣)، وانظر: العلل المتناهية (٢/ ٤٠٦)، والمقاصد (ص: =

<<  <  ج: ص:  >  >>