للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٦٩٤ - "من رمانا بالليل فليس منا. (حم) عن أبي هريرة (ح) ".

(من رمانا بالليل) رمى إلينا بالسهام ونحوها. (فليس منا) من أهل ملتنا وطريقتنا لأنه يروع النائم ويقلق اليقظان وهذا في رمي السهام وقد يصيب به من لا ذنب له فكيف برمي البنادق المحدثة في الليل كما يفعل في العرسات فإنها تفزع بأصواتها وتيقظ النائم وتقلق القائم وتؤذى العباد وفيها إضاعة للمال لكن صارت مناكير الأمور معروفة وقبائح الأعراف مألوفة فإنا لله وإنا إليه راجعون؛ وسبب الحديث أن قوما من المنافقين كانوا يرمون بيوت بعض المؤمنين فقاله.

(حم (١) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه يحيى بن أبي سليمان وثقه ابن حبان وضعفه غيره وبقية رجاله رجال الصحيح.

٨٦٩٥ - "من روع مؤمنا لم يؤمن الله روعته يوم القيامة ومن سعى بمؤمن أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة. (هب) عن أنس (ح) ".

(من روع) بتشديد الواو (مؤمنًا) أفزعه وأخافه بأي أمر من تهديد أو سل سلاح أو غير ذلك (لم يؤمن الله روعته) فزعه. (يوم القيامة) يوم الفزع الأكبر وإذا كان هذا عقوبة من صدر منه مجرد الترويع فكيف بما فوقه، قال بعض الأئمة ولا فرق في ذلك بين كونه جادًّا أو هازلا وهو ظاهر الحديث، قال الزركشي: ما يفعله الناس من أخذ المتاع على سبيل المزاح حرام وقد جاء في الحديث "لا يأخذ أحدكم متاع صاحبه لاعبًا (٢)، وجزم البعض بحرمة كل إرعاب مطلقًا. (ومن سعى بمؤمن) إلى سلطان يغريه عليه ويؤذيه بسبب سعايته (أقامه الله مقام خزي وذل يوم القيامة) ولو لم تتفرع على سعايته أذية من سعى به


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣٢١)، وانظر المجمع (٧/ ٢٩٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٢٦٧٠)، والصحيحة (٢٣٣٩).
(٢) رواه أحمد (٤/ ٢٢١)، والحاكم (٣/ ٦٤٥)، والبيهقي في السنن (٦/ ١٠٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>