للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونحو ذلك، وقوله: ولو بحيطان داره مبالغة، وقيل: يحتمل الحقيقة بأن يحك رجل ذكره بحيطانه فينزل وفيه بعد وقوله: به أي بسببه وسبب إتيانه فاحشة الزنا وفيه تعظيم شأن هذه الفاحشة عند الله تعالى.

إن قلت: كيف تفرع على معصية هذا العاصي وتسبب معصية العفيف من أهله ممن لا ذنب له في ذلك حتى خذل وقارف هذه الفاحشة.

قلت: رب الدار وكافل المرأة يصلح بصلاحه أهل منزله ويفسدون بفساده فإذا كان صاحب المنزل زانيا هان على أهله ما أتاه فأتوا الفاحشة وليس عقوبة لهم على ذنب بل أثر الجليس ورب الدار يسري إليهم بشره وخبثه وليس هذا بمطرد وإنما هو أمر أغلبي فقد كانت امرأة فرعون قعيدة بيت أخبث البرية وصانها الله عن كل معصية ويحتمل أن هذه الفاحشة وهي الزنا لها هذا الشأن مطردًا ما لم يتب فاعل المعصية فإنه لا يزنى بأهله. (ابن النجار (١) عن أنس) ورواه أيضًا الديلمي بلفظه.

٨٧٠٥ - "من زَنَّى أمةً لم يَرَها تزني جلده الله يوم القيامة بسوط من نار. (حم) عن أبي ذر (ح) ".

(من زَنَّى) بالتشديد (أمةً) له أو لغيره رماها بالزنا به أو بغيره كاذبًا (لم يَرَها تزني) بل افترى عليها (جلده الله يوم القيامة) لأنه لا جلد عليه في الدنيا، قال المهلب: أجمعوا على أن الحر إذا قذف أمة أو عبدًا لم يجب عليه الحد انتهى؛ فأخبر الله تعالى أنه يحد في الآخرة أعظم حد. (بسوط من نار) (حم (٢) عن أبي ذر) رمز المصنف لحسنه، وفيه عبيد الله بن أبي جعفر أورده الذهبي في ذيل


(١) أخرجه ابن النجار كما في الكنز (١٢٩٩٨)، والديلمي في الفردوس (٥٧١٧)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (٥٦١١)، والضعيفة (٧٢٤): موضوع.
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ١٥٥)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٦٠٩)، والضعيفة (٤٥٩٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>