للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

على ما فيه صلاحه وتصرفه عما فيه فساده وأكثر ما يكون ذلك من الباطن نحو قوله تعالى: {وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ} [الأنبياء: ٥١] انتهى ما قاله، ونسبه إلى الراغب وهو غير مراد الحديث لا لفظًا ولا معنى فإنه لفظًا كما سمعت بفتح الراء أو كسرها رواية وضبطًا والذي فسره هو مضموم الراء كما في الآية فهذا من حيث اللفظ ومن حيث المعنى أنه ما يقال لغير رشده إلا لولد الزنا وأما لو أريد نفي الرشد الذي فسره الراغب لقيل فإنه لا رشد له ونحو هذا.

(ك (١) عن أبي موسى) سكت عليه المصنف، قال الحاكم: له أسانيد هذا أمثلها وتعقبه الحافظ العراقي بأن فيه سهل بن عطية قال فيه ابن طاهر في التذكرة: منكر الرواية قال: والحديث لا أصل له (٢).

٨٧٣٤ - "من سكن البادية جفا ومن اتبع الصيد غفل ومن أتى السلطان افتتن. (حم ٣) عن ابن عباس (صح) ".

(من سكن البادية) هي خلاف الحضر (جفا) بالجيم والفاء غلظ طبعه وقسا قلبه فلا ترق لوعظ ولا غيره ويضاف إلى ذلك بعده عن العلماء والصالحين فيصير كالوحوش وفيه الإرشاد إلى عدم سكون البادية لأن الجفاء يجتنب (ومن اتبع الصيد غفل) لأنه يورثه شغلة قلب وجوارح وهما من أسباب الغفلة عما ينفع أو لأن [٤/ ٢٥٣] اعتياد تتبعه وقتله يورث القلب غفلة قال الحافظ ابن حجر (٣): يكره ملازمة الصيد والإكثار منه؛ لأنه قد يشغل عن بعض الواجبات وكثيرًا من المندوبات ودليله هذا الحديث، وقيل: الحديث إنما هو فيمن يصيد


(١) أخرجه الحاكم (٤/ ١٠٣)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٥٦٣٠)، والضعيفة (٤٦٠٥).
(٢) انظر: تخريج أحاديث الإحياء (٣/ ١٢٣).
(٣) فتح الباري (٩/ ٦٠٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>