للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكم من كافر أسلم ولم يتغير حاله في أكله وشربه بعد إسلامه عما كان عليه قبله فالأحاديث مخبرة بشره الكافر وحبه الدنيا وحرصه عليها والمؤمن على خلاف ذلك. (حم م ت (١) عن أبي هريرة).

٩١٢٢ - "المؤمن مرآة المؤمن. (طس) والضياء عن أنس (صح) ".

(المؤمن مرآة المؤمن) أي يبصره من نفسه ما لا يراه هو بدونه، وقال الطيبي: المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء، والمؤمن ينظر في خلق أخيه ما يتعرف ويلوح له في أموره فيستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر منه عيب فادح نافره وإن رجع صادقه، وقيل: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه عن الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه، قلت: وهو حث على أن يكون المؤمن لأخيه كذلك.

(طس والضياء (٢) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني والبزار: فيه عثمان بن محمَّد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال ابن القطان (٣): الغالب على حديثه الوهم وبقية رجاله ثقات.

٩١٢٣ - "المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن: يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه. (خد د) عن أبي هريرة".

(المؤمن مرآة المؤمن) في عيوبه الأخلاقية كما أن المرآة لعيوبه الخلقية.

(والمؤمن أخو المؤمن) بنسب الإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: ١٠] ووضحه بقوله: (يكف عليه ضيعته) ضيعة الرجل ما جعل الله منه معاشه أي


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٣٧٥)، مسلم (٢٠٦٣)، والترمذي (١٨١٩).
(٢) أخرجه الطبراني في الأوسط (٢١١٤)، والضياء في المختارة (٢١٨٦)، وانظر المجمع (٧/ ٢٦٤)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٦٥٥).
(٣) انظر: بيان الوهم والإيهام (٣/ ١٥٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>