للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٩١٢٦ - "المؤمن يموت بعرق الجبين. (حم ت ن هـ ك) عن بريدة (ح) ".

(المؤمن يموت بعرق الجبين) يعرف موته بذلك وهو علامة إيمانه وذلك أنه لا يموت حتى تأتيه البشرى بحسن منقلبه فعند ذلك يستحي من ربه تعالى ويخجل ويفرح فيعرق جبينه, وقيل: معناه أن المؤمن يهون عليه شدة كرب الموت فلا يجد من شدته إلا قدر ما يعرق من جبينه ويؤيد الأول ما أخرجه الحكيم عن سلمان أنه قال عند موته: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: "ارقب المؤمن عند موته ثلاثًا، فإن رشح جبينه وذرفت عيناه فهو رحمة نزلت به، وإن غط غطيط البكر المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقه فهو عذاب" (١). (حم ت ن هـ ك (٢) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، واعترضه الصدر المناوي (٣) بأن قتادة رواه عن عبد الله بن بريدة ولا يعرف له سماع منه كما قاله الترمذي.

٩١٢٧ - "المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. (حم) عن سهل بن سعد (صح) ".

(المؤمن يألف) غيره ويأنس به لسلامة صدره وحسن خلقه وصلاح طويته.

(ويؤلف) يألفه الناس لحسن حاله وكونه لهم إلفًا (ولا خير فيمن لا يألف) فإنه لسوء خليقته وقبيح طريقته وخبث طويته إلا أن يتركهم إيثارًا لتقواه وانفرادًا بطاعة مولاة وتبعيدًا لشره عنهم (ولا يؤلف) لأنه لا يترك الناس ألفته إلا لقبح


(١) أخرجه الحكيم الترمذي (١/ ٤١٤) وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (٤/ ٢٠٥): لا يصح.
(٢) أخرجه أحمد (٥/ ٣٥٠)، والترمذي (٩٨٢)، والنسائي (٤/ ٦)، وابن ماجة (١٤٥٢)، والحاكم (١/ ٣٦)، وانظر المجمع (٢/ ٣٢٥)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٦٦٥).
(٣) انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم ١١٥٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>