للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أدهم وابن عجلان يريد الذي روى عنه إبراهيم انتهى. وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال محمَّد بن سهل: أحد رواته كان يضع الحديث وتعقبه المصنف بأن له طريقًا أخرى يريد به البيهقي إلا أن فيها ابن لهيعة وغيره كأنه يريد المصنف أنها تخرج الحديث عن الوضع إلى الضعف.

٩١٣٥ - "المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم. (حم خد ت هـ) عن ابن عمر" (صح).

(المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم) أي الذي يألف ويؤلف (أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم) فالحديث دليل على ترجيح الخلطة على العزلة وللناس خلاف طويل كما قاله الغزالي مع أن كلًّا منهما لا تخلو عن غوائل تنفر عنها وفوائد تدعو إليها، وميل أكثر العباد والزهاد إلى العزلة والإنفراد، وميل الشافعي وأحمد إلى خلافه واستدل كل بمذهبه بما يطول، قال: والإنصاف أن الترجيح يختلف باختلاف الناس، فقد تكون العزلة لشخص أفضل والخلطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للإقبال على الله، المنتهي لإستغراقه في شهود الحضرة العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرام مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى، وهكذا ألا ترى أنه - صلى الله عليه وسلم - ولّى خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وقال لأبي ذر: "إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تتأمرن على اثنين". (حم خد ت هـ (١) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ في فتح الباري (٢): إسناده حسن.


(١) أخرجه أحمد (٢/ ٤٣)، والبخاري في الأدب المفرد (٣٨٨)، والترمذي (٢٥٠٧)، وابن ماجة (٤٠٣٢)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٦٥١)، والصحيحة (٩٣٩).
(٢) انظر: فتح الباري (١٠/ ٥١٢).

<<  <  ج: ص:  >  >>