للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محرم، وذلك لأنه من أعظم دواعي النكاح ومن المهيجات للباءة، وهذا التحريم من باب سد الذرائع (طس عن (١) أنس) رمز المصنف لضعفه وقال الهيثمي: فيه امرأتان لم أعرفهما وبقية رجاله ثقات.

٥٢٧ - " إذا تغولت لكم الغيلان فنادوا بالأذان؛ فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص (طس) عن أبي هريرة (ض) ".

(إذا تغولت لكم الغيلان) جمع غول وهو من جنس الشياطين والجن كانت العرب تزعم أن الغول في الفلاة تتراء للناس فتغول تغولاً أي تلون في صور شتى وتغولهم عن الطريق تضلهم عنها وتهلكهم فأقر الشارع ذلك وأرشد الأمة إلى دفع هذا الشر بقوله (فنادوا بالأذان فإن الشيطان إذا سمع النداء أدبر وله حصاص) بضم الحاء المهملة وبالصاد المهملة مكررة قيل: هو شدة العَدْو وحِدّته، وقيل: إن يَمْصَغ بذَنَبه وَيصُر بأُذُنيه وَيَعدُو، وقيل: هو الضُّراط (٢).

إن قلت سيأتي حديث أبي هريرة عند أبي داود (٣): لا غول، فإنه يقضي أنه لا وجود له وهذا يقضي بخلافه.

قلت: في النهاية (٤): أنه ليس نفيًا لعين الغول ووجوده وإنما فيه إبطال زعم العرب في تلونه بالصور المختلفة واغتياله، فالمراد بقوله لا غول نفي إضلالها لأحد من المشاة كما يشهد له الحديث الآخر "لا غول ولكن السَّعالي"،


(١) أخرجه الطبراني في الأوسط (٧٤٠٥)، وقول الهيثمي في مجمع الزوائد (٥/ ١٥٧) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (٤٣٣).
(٢) انظر: النهاية (١/ ٩٨٠).
(٣) أخرجه أبو داود (٣٩١٣)، وقال الشيخ الألباني: حسن صحيح.
(٤) النهاية (٣/ ٣٩٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>