للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أنه قاله - صلى الله عليه وسلم - لما سمع من يقول في المسجد من رأى لي الجمل الفلاني وإن كان العام لا يقصر على سببه (فقولوا: لا رد الله عليك) أي ضالتك عقوبة على ما فعل ولقد تساهل الناس في هذا حتى أنه يتفق في الحرم أشرف مساجد الدنيا أن يبسط أهل الكتب البائعون لها في الحرم في أيام الحج ويباع هنالك ويشتري فيصير سوقًا لذلك من غير نكير من أحد، والمنكرات في المسجد الحرام كبيرة جدًا فإنا لله وإنا إليه راجعون [١/ ١٨٠] (ت ك عن أبي هريرة) (١) رمز المصنف لصحته قال الترمذي: حسن غريب، وقال الحاكم: على شرط مسلم وأقره الذهبي.

٦٢٩ - " إذا رأيتم الرجل يتعزى بعزاء الجاهلية فأعضوه بهن أبيه ولا تكنوا (حم ت) عن أبي (صح) ".

(إذا رأيتم الرجل يتعزى) بالعين المهملة فراء مشددة هو الانتماء والانتساب إلى القوم يقال عزيت الشيء وعزوته إذا أسندته إلى أحد (بعزاء الجاهلية) يدعو بدعواهم والعزوة اسم لدعوى المستغيث كأن يقول يالفلان ياللأنصار ياللمهاجرين كما في النهاية (٢) (فأعضوه) بالعين المهملة والضاد المعجمة أي اشتموه صريحًا من العضيهة يقال بينهم عضه قبيحة من العضيهة والبهت قاله في النهاية (٣) الهن بفتح الهاء الفرج ولا تكنوا (بهن أبيه) وقد بين - صلى الله عليه وسلم - كيفية الإعضاض في حديث آخر بقوله: عض إير أبيك أي قولوا له أعضض أير أبيك (ولا تكنوا) عن الأير بهن تنكيلاً وتأديبًا، ووجه النهي أنه بذلك يبين حمية الجاهلية ويهيج النفوس إلى الشر والعصبية فيقع من الشر ما لا يتدارك وقد


(١) أخرجه الترمذي (١٣٢١) والحاكم في المستدرك (٢/ ٥٦) وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ، وابن حبان (١٦٥٠) وصححه الألباني في صحيح الجامع (٦٧٣) وفي الإرواء (١٢٩٥).
(٢) النهاية (٣/ ٢٣٣).
(٣) النهاية (٣/ ٢٣٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>