للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(أزهد الناس في الأنبياء وأشدهم عليهم) في الأذية (الأقربون) منهم وكفاء بما حكاه الله عن آزر أبي خليله - عليه السلام -: {يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا} [إبراهيم: ٤٦] وعن امرأة نوح ولوط وناهيك بما لقيه خاتم الرسل - عليه السلام - من قرابته من عمه أبي لهب وكان أشد ما لقي من قريش وكفاك أنه فارقها من آذاهم وهي أحب أرض الله فرارًا من شرهم.

وسلوه وجزء جذع إليه ... وقلوه ووده الغرباء (١)

حتى سعد السعداء بنصرته وشقي القريب بمحاربته والسر في ذلك التعاسة والحسد لمن اختصه الله بوحيه والجحد لنعمة الله على بعض عباده والحسد في القرابة أكثر فإنهم معدن حسد بعضهم لبعض ولما كان العلماء ورثة الأنبياء كان أحسد الناس في العالم أهله وجيرانه (ابن عساكر عن أبي الدرداء) (٢) رمز المصنف لضعفه.

٩٥٧ - "أزهد الناس من لم ينس القبر والبلاء، وترك أفضل زينة الدنيا، وآثر ما يبقى على ما ينفني، ولم يعد غدًا من أيامه, وعد نفسه في الموتى (هب) عن الضحاك مرسلاً".

(أزهد الناس من لم ينس القبر والبلى) المراد تقدم نسيانه الاشتغال بالعمل الصالح لحلوله والتذكر لنزوله وتصويره للنفس كل حين لترغب فيما يؤنسها فيه وترغب عما يوحشها في نواحيه فإن ذكر القبر إذا لم يكن لذلك كان قليل الجدوى عدم الفائدة بل ربما جعله الخليع ذريعة إلى قضاء شهوته كما قيل:

زودينا من حسن وجهك ما دام ... فحسن الوجوه حال يحول


(١) أورده البوصيري في البردة (رقم ٦٥).
(٢) أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٧/ ٢٩١) وقال الألباني في ضعيف الجامع (٧٩٥) والسلسلة الضعيفة (٢٧٥٠): موضوعٌ في إسناده عمرو بن شمر وقد تقدم الكلام عليه في الحديث السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>