للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

(ض) ".

(أسمح أمتي جعفر) هو ابن أبي طالب - رضي الله عنه - أسلم قديماً وهاجر إلى الحبشة وقدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سنة سبع وهو بخيبر وشرفه ظاهر وهو ذو الجناحين يطير مع الملائكة كما أخرجه الترمذي (١) وكان مشهوراً بالسماحة حتى كان يدعى أبا المساكين كما أخرجه الترمذي أيضاً من حديث (٢) أبي هريرة قال: كنا ندعوا جعفر بن أبي طالب أبا المساكين كنا إذا أتيناه قرب إلينا ما حضر فأتيناه يوماً فلم نجد عنده شيئاً فأخرج جرة من عسل فكسرناها وجلعنا نلعق منها. وأخرج البغوي من حديثه أيضاً قال: كان جعفر يحب المساكين ويجلس إليهم ويحدثهم ويحدثونه وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يسميه أبا المساكين وأخرجه الترمذي أيضًا وغيره [١/ ٢٩٥] وأخرج البخاري (٣) من حديثه أيضًا وفيه: كان خير الناس للمساكين جعفر بن أبي طالب وكان ينقلب بنا فيطعمنا ما في بيته حتى أنه كان يخرج إلينا العكة التي ليس فيها شيء فيشقها فنلعق ما فيها وقد ورث منه السماحة ولده عبد الله بن جعفر قال الحافظ ابن عبد البر (٤): كان عبد الله جواداً ظريفاً حليماً مفيضاً سخياً سمي بحر الجود يقال أنه لم يكن في الإِسلام أسخى منه (المحاملي) بفتح الميم بعدها حاء مهملة وكسر الميم الثانية نسبه إلى المحامل جمع محمل وهو القاضي العلامة الحافظ شيخ بغداد ومحدثها أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل الضبي البغدادي ولد سنة ٢٣٥ وسمع من عوالم وصنف وجمع وروى عنه الدارقطني وعالم قال الخطيب: كان فاضلاً دينا صادقاً


(١) أخرجه الترمذي (٣٧٦٣) وقال: هذا حديث غريب، وفي إسناده عبد الله بن جعفر والد ابن المديني وهو ضعيف.
(٢) أخرجه الترمذي (٣٧٦٧) من رواية أبي هريرة وقال: حسن غريب.
(٣) أخرجه البخاري (٥٤٣٢).
(٤) الاستيعاب (٣/ ٨٨١).

<<  <  ج: ص:  >  >>