للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال الحافظ: وروى الفاكهي وإسماعيل القاضي في "الأحكام" بإسناد صحيح عن الشعبي قال: فذكره، وذكر الواحدي في أسبابه عن ابن عباس نحو هذا وزاد فيه "يزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخا حجرين فوضعا على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا" والباقي نحوه. وروى الفاكهي بإسناد صحيح إلى أبي مجلز نحوه. وفي كتاب مكة لعمر بن شبة بإسناد قوي عن مجاهد في هذه الآية قال: قالت الأنصار: إنّ السعي بين هذين الحجرين من أمر الجاهلية فنزلت. ومن طريق الكلبي قال: كان الناس أول ما أسلموا كرهوا الطواف بينهما لأنه كان على كل واحد منهما صنم، فنزلت" (١)

حديث الشعبي أخرجه الفاكهي في "أخبار مكة" (١٤٣٨) والطبري في "تفسيره" (٢/ ٤٦) والواحدي في "الوسيط" (١/ ٢٤٢ - ٢٤٣) من طرق عن داود بن أبي هند عن الشعبي قال: فذكره وزاد: فَذُكِّرَ الصفا من أجل أنّ الوثن الذي كان عليه مذكّر، وأنِّثَت المروة من أجل أنّ الوثن الذي كان عليها مؤنث.

ورواته ثقات لولا إرساله.

وحديث ابن عباس ذكره الواحدي في "أسباب النزول" (ص ٢٥) قال: وقال عمرو بن حبشي: سألت ابن عمر عن هذه الآية فقال: انطلق إلى ابن عباس فسله فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته، فقال: كان على الصفا صنم على صورة رجل يقال له إساف، وعلى المروة صنم على صورة امرأة تدعى نائلة، فزعم أهل الكتاب أنهما زنيا في الكعبة فمسخهما الله حجرين، ووضعهما على الصفا والمروة ليعتبر بهما، فلما طالت المدة عبدا من دون الله تعالى، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بينهما مسحوا الوثنين، فلما جاء الإسلام وكسرت الأصنام كره المسلمون الطواف لأجل الصنمين، فأنزل الله تعالى هذه الآية.

وأخرجه الطبري (٢/ ٤٦) من طريق جابرْ الجُعْفي عن عمرو بن حبشي مختصرا.

وجابر الجعفي ضعيف.

وحديث أبي مِجْلَز أخرجه الفاكهي (١٤٣٦) عن حسين بن حسن المروزي أنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدث عن أبي مِجْلَز قال: كان أهل الجاهلية يطوفون بين الصفا والمروة، فقال المسلمون: إنما كان أهل الجاهلية يفعلون ذلك فأنزل الله عز وجل {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} [البقرة: ١٥٨] الآية.


(١) ٤/ ٢٤٦ (كتاب الحج - باب وجوب الصفا والمروة)

<<  <  ج: ص:  >  >>