للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال ابن حبان: سمع هذا الخبر محمد بن عمرو بن عطاء عن أبي حميد الساعدي وسمعه من عباس بن سهل بن سعد الساعدي عن أبيه، فالطريقان جميعاً محفوظان" (١)

وقال البيهقي: والصحيح أنّ محمد بن عمرو بن عطاء قد شهده من أبي حميد الساعدي"

قلت: رواته ثقات غير عيسى بن عبد الله بن مالك ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن المديني: مجهول، وقال الحافظ في "التقريب": مقبول، أي إذا توبع.

- وقال عطاف بن خالد المدني: ثنا محمد بن عمرو بن عطاء ثني رجل أنّه وجد عشرة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - جلوسا: فذكر نحو حديث عبد الحميد بن جعفر.

أخرجه الطحاوي في "شرح المعاني" (١/ ٢٥٩) من طريق عبد الله بن صالح المصري وسعيد بن أبي مريم الجُمحي قالا: ثنا عطاف بن خالد به.

وقال: فقد فسد بما ذكرنا حديث أبي حميد لأنه صار عن محمد بن عمرو عن رجل، وأهل الإسناد لا يحتجون بمثل هذا، فإن ذكروا في ذلك ضعف العطاف بن خالد قيل لهم: وأنتم أيضاً تضعفون عبد الحميد أكثر من تضعيفكم للعطاف مع أنكم لا تطرحون حديث العطاف كله إنما تزعمون أنّ حديثه في القديم صحيح كله وأنّ حديثه بأخرة قد دخله شيء. هكذا قال ابن معين في كتابه، وأبو صالح سماعه من العطاف قديم جداً، فقد دخل فيما صححه ابن معين من حديثه مع أنّ محمد بن عمرو بن عطاء لا يحتمل مثل هذا وليس أحد يجعل هذا الحديث سماعا لمحمد بن عمرو من أبي حميد إلا عبد الحميد، وهو عندكم أضعف، ولكن الذي روى حديث أبي حميد ووصله لم يفصل حكم الجلوس كما فصله عبد الحميد.

قال: والذي رواه محمد بن عمرو غير معروف ولا متصل عندنا عن أبي حميد لأنّ في حديثه أنّه حضر أبا حميد وأبا قتادة، ووفاة أبي قتادة قبل ذلك بدهر طويل لأنّه قتل مع عليّ - رضي الله عنهما - وصلّى عليه عليّ، فأين سن محمد بن عمرو بن عطاء من هذا.

وقال في (١/ ٢٢٧ - ٢٢٨): وأما حديث عبد الحميد بن جعفر فإنّهم يضعفون عبد الحميد فلا يقيمون به حجة فكيف يحتجون به في مثل هذا، ومع ذلك فإنّ محمد بن عمرو لم يسمع ذلك الحديث من أبي حميد ولا ممن ذكر معه في ذلك الحديث بينهما رجل مجهول، قد ذكر العطاف بن خالد عنه عن رجل"


(١) تعقبه الحافظ في "التلخيص" (١/ ٢٢٣) فقال: قلت: السياق يأبى ذلك كل الإباء"

<<  <  ج: ص:  >  >>