للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتقين، والمحسنين، والمقسطين، ويرضى عن الذين آمنوا، وعملوا الصالحات، ولا يحب الكافرين، ولا يرضى عن القوم الفاسقين، ولا يأمر بالفحشاء، ولا يرضى لعباده الكفر، ولا يحب الفساد. والعباد فاعلون حقيقة، والله خالق أفعالهم. والعبد هو المؤمن، والكافر، والبر، والفاجر، والمصلي، والصائم.

وللعباد قدرة على أعمالهم، وإرادة، والله خالقهم، وخالق قدرتهم، وإرادتهم، كما قال: ﴿لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ (٢٨) وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ (٢٩)[التكوير].

وهذه الدرجة من القدر يكذب بها عامة القدرية الذين سماهم النبي ﷺ مجوس هذه الأمة (١)، ويغلو فيها قوم من أهل الإثبات


(١) رواه أحمد ٢/ ٨٦ و ١٢٥، أبو داود (٤٦٩١ و ٤٦٩٢)، والحاكم ١/ ١٥٩، وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين إن صح سماع أبي حازم من ابن عمر ولم يخرجاه، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة» ٤/ ٧٠٧. وقال المنذري في «تهذيب السنن» ٧/ ٥٨: هذا منقطع، سلمة بن دينار لم يسمع من ابن عمر، وقد روي هذا الحديث من طرق عن ابن عمر ليس فيها شيء يثبت. وقال ابن القيم في «تهذيب السنن» ٧/ ٦٠ - ٦١: هذا المعنى قد روي عن النبي ﷺ من حديث ابن عمر وحذيفة وابن عباس وجابر بن عبد الله وأبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص ورافع بن خديج؛ فأما حديث ابن عمر وحذيفة فلهما طرق؛ وقد ضعفت. وقال ابن أبي العز في «شرح الطحاوية» ٢/ ٣٥٨: كل أحاديث القدرية المرفوعة ضعيفة، وإنما يصح الموقوف منها، وقال في ٢/ ٧٩٧: - بعد ذكر هذا الحديث - وروي في ذم القدرية أحاديث أخر كثيرة تكلم أهل الحديث في صحة رفعها، والصحيح أنها موقوفة. وانظر: الموضوعات لابن الجوزي ١/ ٤٥١، وأجوبة الحافظ ابن حجر عن أحاديث المصابيح ٣/ ١٧٧٩، وتعليق العلامة المعلمي على «الفوائد المجموعة» ص ٥٠٣.

<<  <   >  >>