للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى يسلبوا العبد قدرته، واختياره، ويخرجون عن أفعاله، وأحكامه حِكَمها، ومصالحها.

قال الشيخ: «وتؤمن الفرقة الناجية بالقدر خيره وشره»: وكان الأنسب لو قال: فصل؛ لأنه انتقل إلى موضوع جديد، ويلاحظ أن الشيخ ميز هذا المقام بتعبير؛ لأن مسالة القدر هي من المسائل الكبار التي تباينت فيها مذاهب الأمة.

وتؤمن الفرقة الناجية المنصورة - أهل السنة والجماعة - بالقدر خيره وشره، ولاحظ أن هذا هو الأصل السادس، وأن الشيخ أشار إلى بعض ما يتعلق بالإيمان بالله، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، ثم انتهى إلى الكلام عن الأصل السادس وهو الإيمان بالقدر، فالفرقة الناجية المنصورة تؤمن بالقدر خيره وشره، كما في قوله Object: «الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره» (١).

تؤمن بالقدر يعني: بتقدير الله للأشياء قبل كونها، والأشياء المقدرة فيها خير وشر، فالقدر يطلق ويراد به:

التقدير السابق: تقدير الله للأشياء في علمه وكتابه.

ويطلق القدر على: الشيء المقدر، تقول عن الحادث: هذا قدر - يعني -: أمر مقدر، فكل الأشياء قدر: قيامك وقعودك ومشيك وأكلك


(١) تقدم تخريجه [ص ٣١].

<<  <   >  >>