للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وشربك، والصحة والمرض كلها قدر، ولهذا لما سُئِل النبي عن الأدوية والرقى فقالوا: هل ترد من قدر الله؟ قال: «هي من قدر الله» (١). ولما رأى عمر الرجوع بالناس عن الشام لما بلغهم أنه قد نزل بها الطاعون بعدما استشار الصحابة، فقال أبو عبيدة بن الجراح : يا أمير المؤمنين أفرارًا من قدر الله؟ قال: نعم نَفِرُّ من قدر الله إلى قدر الله، فجاء عبد الرحمن بن عوف وكان متغيبًا في بعض حاجته - فقال: إن عندي في هذا علمًا سمعت رسول الله يقول: «إذا سمعتم به بأرض فلا تَقْدَموا عليه وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا فرارًا منه» (٢).

قال الشيخ: «الإيمان بالقدر على درجتين، وكل درجة تتضمن شيئين .. »:

الدرجة الأولى: الإيمان بأن الله علم ما يكون قبل أن يكون بعلمه القديم الأزلي، وعلم ما العباد فاعلون من الطاعات والمعاصي كل ذلك معلوم للرب بعلمه القديم، هذه المرتبة الأولى من الإيمان بالقدر، فلا بد في الإيمان بالقدر من الإيمان بعلم الله السابق هذا شيء.


(١) رواه أحمد ٣/ ٤٢١، والترمذي وحسنه (٢٠٦٥)، وابن ماجه (٣٤٣٧)، والحاكم ٤/ ١٩٩ وصححه، عن أبي خزامة عن أبيه . وأخرجه ابن حبان (٦١٠٠)، عن كعب بن مالك . وأخرجه الطبراني في «الكبير» (٣٠٩٠)، والحاكم ٤/ ١٩٩، من حديث حكيم بن حزام . وانظر: العلل لابن أبي حاتم ٢/ ٣٣٨، والعلل للدارقطني ٢/ ٢٥١.
(٢) رواه البخاري (٥٧٢٩)، ومسلم (٢٢١٩)، من حديث ابن عباس .

<<  <   >  >>