للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فمن ذلك: أنهم «يأمرون بالصبر عند البلاء» يأمرون بالصبر على المصائب والأقدار المؤلمة؛ لأن هذا الذي أمر الله به عباده ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين (٤٦)[الأنفال]، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦)[آل عمران]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور (٥)[إبراهيم].

فأثنى الله في كتابه على الصابرين والشاكرين، وهذا شأن المؤمن قال الرسول : «عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له» (١).

«ويعتقدون معنى قول : «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا»»: فهم يتخلَّقون بالأخلاق الفاضلة، ويأمرون بها غيرهم، ومكارم الأخلاق: الأخلاق الكريمة، والأعمال الحسنة الجميلة.

«ويأمرون ببر الوالدين، وصلة الأرحام، والإحسان إلى اليتامى، والمساكين .. »: كما أمرهم الله بذلك ﴿وَاعْبُدُوا اللّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لَا يُحِبُّ مَنْ كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا (٣٦)[النساء].

فمن منهجهم، وأخلاقهم الإحسان إلى اليتامى والمساكينِ وابن السبيل، والرفقِ بالمماليك، والرفقِ بالخدم والعمالِ، والخدمُ والعمَّالُ


(١) رواه مسلم (٢٩٩٩)، من حديث صهيب .

<<  <   >  >>