فمن ذلك: أنهم «يأمرون بالصبر عند البلاء» يأمرون بالصبر على المصائب والأقدار المؤلمة؛ لأن هذا الذي أمر الله به عباده ﴿وَاصْبِرُوا إِنَّ اللّهَ مَعَ الصَّابِرِين (٤٦)﴾ [الأنفال]، وقال تعالى: ﴿وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ (١٤٦)﴾ [آل عمران]، وقال تعالى: ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُور (٥)﴾ [إبراهيم].
فأثنى الله في كتابه على الصابرين والشاكرين، وهذا شأن المؤمن قال الرسول ﷺ:«عجبًا لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرًا له»(١).
«ويعتقدون معنى قول ﷺ: «أكمل المؤمنين إيمانًا أحسنهم أخلاقًا»»: فهم يتخلَّقون بالأخلاق الفاضلة، ويأمرون بها غيرهم، ومكارم الأخلاق: الأخلاق الكريمة، والأعمال الحسنة الجميلة.