للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من جنس المماليك من حيث إنهم مُستخدَمون، فيجب الرفق بهم والإحسان إليهم، وعدم تكليفهم ما لا يطيقون، وأداء حقوقهم، وقد كثر الخدم عند الناس اليوم، وكثيرًا ما يتعرَّضون للظلم ممن هم تحت ولايته وكفالته، فيجب التآمر بالرفق بهم، والإحسان إليهم.

«وينهون عن الفخر والخيلاء والبغي والاستطالة على الخلق بحق أو بغير حق»: ينهون عن التفاخر والتعاظم قال النبي : «إن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا حتى لا يفخر أحد على أحد ولا يبغي أحد على أحد» (١).

فأهل السنة ينهون عن الفخر والخيلاء والبغي على الخلق، والبغيُ عليهم يعني: بظلمهم في أنفسهم، أو أموالهم، والاعتداء عليهم في ذلك.

والاستطالة: التطاول، والتعاظم على الخلق بحق أو بغير حق، حتى وإن كان لك حق على أحد فلا تتطاول عليه، ولا تتسلط عليه، فالتطاول فيه تعاظم وتسلط بسبب أنك تزري عليه.

«ويأمرون بمعالي الأخلاق»: هذا قريب من الذي تقدم يعني: بالأخلاق العالية، فالأخلاق الكريمة عالية فاضلة فيأمرون بالصدقة، وبذل المعروف، وطلاقة الوجه، والسلام، وعيادة المريض وغيرها.

«وينهون عن سفسافها»: رديء الأخلاق، وحقيرها كالبخل، والجبن.

* * * *


(١) رواه مسلم (٢٨٦٥)، من حديث عياض بن حمار .

<<  <   >  >>