للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شرعًا - يعني - أمرهم به، وأحبَّ ذلك منهم، ولكن منهم من آمن، ومنهم من كفر.

هذا ما يتعلَّق بالآيات التي ذكر المؤلِّف، وكلها فيها إثبات الإرادة: إما الإرادة الكونية، أو الإرادة الشرعية.

وهل للمخلوق إرادة ومشيئة؟ نعم، قال : ﴿تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ﴾ [الأنفال: ٦٧]، وقال تعالى: ﴿وَمَا تَشَاؤُونَ إِلاَّ أَنْ يَشَاء اللَّهُ﴾ [الإنسان: ٣٠].

لكن إرادة المخلوق ومشيئة المخلوق مخلوقة، ومقيَّدة، وتابعة لمشيئة الله تعالى.

ومشيئة المخلوق قد يحصل مقتضاها، وقد لا يحصل، فقد يشاء الإنسان ما لا يكون، وقد يكون ما لا يشاء، وهذا شأن المخلوق، أمَّا الخالق فما شاءه فلا بد أن يكون، وما لا يشاؤه فلا يكون ألبتة؛ لأنه لا يعجزه شيء، ولا يستعصي عليه شيء فما شاء أن يفعله فعله ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا (٤٤)[فاطر].

* * * *

<<  <   >  >>