للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقال: عازب وعازبة في المشهور. وفي الحديث: "من قرأ القرآن أربعين ليلًة فقد عزب" أي بعد عهده بما ابتدأ منه وأبطأ في تلاوته. وفي الحديث: "أصبحنا بأرضٍ عزيبةٍ" أي بعيدة العشب والكلأ والمال عازب وعاهن؛ فالعازب: الغائب، والعاهن: الحاضر.

ع ز ر:

قوله تعالى:} وعزرتموهم {[المائدة: ١٢] و} تعزروه {[الفتح: ٩] أي نصرتموهم. قال الزجاج: العزر في اللغة: الرد. وتأويل عزرت فلانًا، أي أدبته، أي يغلب به ما يردعه عن القبيح كما تقول: نكلت به، أي فعلت به ما يجب أن ينكل معه عن المعاودة. قال قتادة: تأويل} وعزرتموهم {أي نصرتموهم بأن تردوا عنهم أعداءهم. وقال غيره:} تعزروه {تنصروه مرًة أخرى، كأنه أخذ التكرير من بنية فعل. وفي التفسير: تنصروه بالسيف. وقال ابن عرفة: ولذلك سمي الضرب دون الحد تعزيرًا لأنه منع للجاني أن يعاود. وقال الراغب: التعزير: النصرة مع التعظيم. والتعزير دون الحد، ولذلك يرجع إلى الأول، فإن ذلك تأديب. والتأديب: نصرة بقهر ما، لكن الأول نصرة بقمع العدو عنه. والثاني نصرة بقهرٍ عن عدو، فإن أفعال الشر عدو للإنسان فمتى قمعته عنها نصرته. ومن ثم قال عليه الصلاة والسلام: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلوما. قال: أنصره مظلوما فكيف أهجره ظالمًا؟ قال: تكفه عن الظلم" ويقال: عزرته مخففًا أيضًا. وأنشد للقطامي: [من الطويل]

١٠٢١ - ألا بكرت سلمى بغير سفاهةٍ ... تعنفني والمرء ينفعه العزر

<<  <  ج: ص:  >  >>