للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذلك تشبيهًا بالقناة في الخط والامتداد. وقيل: أصله من قنيت الشيء إذا ادخرته.

ق ن ي:

قوله تعالى: {وأنه هو أغنى وأقنى} [النجم: ٤٨] أي أعطى ما فيه القنية: أي المال المدخر. وقيل: أقنى: أرضى، وتحقيق ذلك أنه جعل له قنيةً من الرضا والطاعة، وذلك أعظم الغناءين. وقنيت كذا، واقتنيته بمعنى. قال الشاعر: [من الطويل]

١٢٩٣ - قنيت حيائي عفةً وتكرما

والقنية والقنيان: المال الثابت الأصل. وقنيت الشيء أقناه: لزمته، لأن القناة مدخرة للماء. وقيل: بل من قولهم قاناه: أي خالطه، وأنشد امرؤ القيس: [من الطويل]

١٢٩٤ - كبكر مقاناة البياض بصفرةٍ ... غذاها نمير الماء غير المحلل

وأما القنا فيقال منه: رجل أقنى، وامرأة قنواء الأنف.

[فصل القاف والهاء]

ق هـ ر:

قوله تعالى: {الواحد القهار} [يوسف: ٣٩]، القهر: الغلبة والتذليل معًا، ويستعمل كل منهما منفردًا. قوله: {فأما اليتيم فلا تقهر} [الضحى: ٩] أي لا تذله وتكسر خاطره، وغلب ازدواج هاتين الصفتين وهما الوحدانية والقهر، وذلك لمعنى بديعٍ وهو أن الغلبة والإذلال من ملوك الدنيا، إنما يكون بأعوانهم وجندهم وعددهم وعُددهم. والله تعالى يقهر كل الخلق وهو واحد أحد فرد صمد مستغنٍ عن ظهيرٍ سبحانه. وهذا من الفتوحات الإلهية، فنشكر الله تعالى على ذلك. وفي الحديث: "فأقول: يا رب امتي. فيقال: إنهم كانوا يمشون بعدك القهقري". قال أبو عبيدٍ: هو

<<  <  ج: ص:  >  >>