الفاء حرف عطف يقتضي الترتيب والمهل عكس الواو وثم؛ فإن الواو لا تقتصي ترتيبًا، و"ثم" تقتضي التراخي. فأما قوله:{أنزل من السماء ماءً فتصبح الأرض مخضرة}[الحج: ٦٣] فقيل: تعقيب كل شيء بجنسه، وقيل: لأن أرض المخاطبين بهذه الصفة.
وتفيد السببية، ولذلك جاز أن يُعطف بها ما ليس صلة على ما هو صلة نحو قوله: الذي يطير فيغضب زيد الذباب. وتعطف ما هو خبر على ما ليس بخبرٍ كقول الشاعر:[من الطويل]
فحور قد لهوت بهن عينٍ ... نواعم في المروط وفي الرباط
تقديره: فرب حورٍ، فأضمرت بعدها مع كونها جوابًا، وهي وما بعدها في محل جزم؛ بدليل عطف المجزوم عليها وعلى ما بعدها، ولذلك قرئ:{من يُضلل الله فلا هادي له ويذرهم}[الأعراف: ١٨٦] برفع يذر وجزمه، ولها أحكام.