للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي مقولاً فيه: أمرس أمرس، وقيل: هو معناه الخبر كقوله تعالى: {فليمدد له الرحمن مدًا} [مريم: ٧٥]. وفي حديث ابن عمر: "كان لا يرى إلا مقلوليًا" فسره بعض أهل الحديث بأنه كأنه على مقلى؛ قال الهروي: وليس بشيءٍ، ونقل عن أبي عبيدٍ أنه المتجافي المستوفز، قلت: ومن ذلك قول الشاعر: [من الرجز]

١٢٩٠ - لما رأتني خلقًا مقلوليا

[فصل القاف والميم]

ق م ح:

قوله تعالى: {فهم مقمحون} [يس: ٨] أي رافعو رؤوسهم، وذلك لأن الغل غليظ، وفيه العمود الذي يصير تحت الذقن فترتفع رؤوسهم لذلك. وهذا من أبلغ الكنايات نحو: طويل النجاد، وكثير الرماد. وأصل الإقماح رفع الرأس وغض البصر، ومنه: بعير قامح وغبل قماح.

واقتحمتها: فعلت بها ذلك لأنها إذا وردت رفعت رؤوسها لشدة البرد. وقال الراغب: القمح رفع الرأس كيفما كان. وقيل: هو رفع الرأس لسف شيءٍ. واقتحمت البعير: شددت رأسه إلى خلفٍ. قال: وقوله: {فهم مقمحون} تشبيه بذلك، ومثل لهم قصد إلى وصفهم بالتأبي عن الحق وعن الإذعان لقبول الرشد والتأبي عن الإنفاق في سبيل الله. وقيل: إشارة إلى حالهم في القيامة {إذ الأغلال في أعناقهم} [غافر: ٧١] وفي حديث أم زرعٍ: "وأشرب فأتقمح" أي أشرب فأروى فأرفع رأسي. وروي "فأتقنح" بالنون. قال أبو زيدٍ: هو أن يشرب فوق الري؛ يقال: فنحت من الشراب أقنح قنحًا: تكارهت على شربه بعد الري.

والقمح: قال الخليل: القمح: البر إذا جرى في السنبل من لدن الإنضاج إلى زمن

<<  <  ج: ص:  >  >>