قوله تعالى:{يطلبه حثيثًا}[الأعراف: ٥٤] أي سريعًا. والحث: السرعة.
ويقال: حثه على كذا يحثه حثا وحثيثا فهو حاث نحو خصه خصا فهو خاص.
[فصل الحاء والجيم]
ح ج ب:
الحجب: المنع. والحاجب: المانع. والحجاب: الشيء الذي يحجب به. قوله:{وبينهما حجاب}[الأعراف: ٤٦] أي حاجز، وهو إشارة إلى الحجب المذكورة في قوله:{فضرب بينهم بسور له باب باطنه}[الحديد: ١٣] الآية. وليس يعني به ما يحجب البصر، وإنما يعني به ما يمنع من وصول لذة الجنة إلى أهل النار، وأذية أهل النار إلى أهل الجنة. وقوله:{أو من وراء حجاب}[الشورى: ٥١] أي من حيث لا يراه مكلمه ومبلغه. وقوله:{حتى توارت بالحجاب}[فصلت: ٥] أي حاجز ومانع في النحلة والدين لا حجاب حسي. وقوله:{حجابًا مستورًا}[الإسراء: ٤٥] كقوله: {وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه وفي آذانهم وقرًا}[الأنعام: ٢٥]. ومستورًا قيل: بمعنى ساترًا، والصحيح أنه على بابه، وقد قررناه في غير هذا.
والحاجب للسلطان: الذي يمنع من يصل إليه. وحاجبا العين من ذلك، لأنهما يمنعان العين مما يصيبها. وحجاب الشمس: ضوؤها، لأنه يبهر النظر، كأنه يمنع من تحققها. قال الغنوي:[من الطويل]
٣٢٢ - إذا ما غضبنا غضبة مضرية ... هتكنا حجاب الشمس أو قطرت دمًا
قال شمر: حجابها ضوؤها ها هنا.، وفي الحديث:"إن الله يغفر للعبد ما لم يقع الحجاب. قيل: يا رسول الله وما الحجاب؟ قال: أن تموت النفس وهي مشركة"