أي هو مستملح من المتكلم، فإن التقعر في الكلام مستهجن، وهذا ليس بشيء لأن العدول عن سنن الأعراب خطأ فاحش. وأما البيت فقد تقدم أن أكثر الأدباء على أنه الفطنة أو التعريض.
واللحن - أيضًا - لغة، ومنه قول عمر رضي الله عنه:"تعلموا اللحن كما تعلمون القرآن" وعن أبي ميسرة: "العرم المسناة بلحن اليمن" أي بلغتهم. قال أبو عبيدة في تفسير كلام عمر أي تعلموا الخطأ في الكلام، ومنه قول أبي العلية:"كنت أطوف مع ابن عباسٍ فيعلمني اللحن" قلت: يعلمه ليتجنبه فغنه يتعلم الصواب ليرتكب والخطأ ليتجنب. وقيل: عنى بذلك إنه كان يميل بلغته أي لغة الفرس. وعن عمر بن عبد العزيز:"عجبت لمن لاحن الناس كيف لا يعرف جوامع الكلم" أي فاطنهم. وقال أبو الهيثم: اللحن والعنوان واحد وهما العلامة، يشير بها الإنسان إلى آخر ليفطن.
[فصل اللام والدال]
ل د د:
قوله تعالى:} وهو ألد الخصام {[البقرة: ٢٠٤] أي شديد الخصومة. واللدد: شدة الخصومة. يقال: رجل من قومٍ لد، ومنه قوله تعالى:} قوما لدًا {[مريم: ٩٧] وامرأة لداء وجمعها لد كالمذكر كحمرٍ لأحمر وحمراء، وهو منقاس في ذلك كما بيناه في موضعه. وإنما سمي الشديد الخصومة ألد، اشتقاقًا من لديدي الإنسان وهما جانبا الفم، لأن المخاصم لك كلما أخذت في جانبٍ أخذ في آخر من الجدال. وقيل: من لديدي العنق، وهما جانباه، إذ إنه شديد اللديد وهو صفحة العنق لأنه لا يمكن صرفه