قوله تعالى:} وما أمر الساعة إلا كلمح البصر {[النحل: ٧٧] أي سرعة نظره، وأصل ذلك من لمحت البرق، أي أبصرت لمعانه وهو أسرع الأشياء زوالاً، يقال: رأيته لمحة البرق. وفي المثل: لأرينك لمحًا باصرًا، أي أمرًا واضحًا.
ل م ز:
قوله تعالى:} ويل لكل همزةٍ لمزةٍ {[الهمزة: ١] اللمزة: الكثير اللمز. واللمز: الاغتياب وتتبع المعايب، فهو نظير ضحكة للكثير الضحك؛ فاللمزة: الذي يلمز الناس، واللمزة - بسكون العين - هو الملموز.
وقوله تعالى:} ومنهم من يلمزك في الصدقات {[التوبة: ٥٨] يريد المنافقين. وكانوا - لعنهم الله - إذا لم يعجبهم العطاء عابوا ذلك. يقال: لمزه ويلمزه - بالكسر والضم في المضارع - وقد قرى بهما.
قوله:} ولا تلمزوا أنفسكم {[الحجرات: ١١] أي لا تعيبوا الناس فيعيبوكم، فتكونون بمنزلة من عاب نفسه، ومثله في المعنى "لا يسب الرجل أباه، فقيل له: كيف؟ فقال: يسب أبا الرجل فيسب الرجل أباه" إقامة للسبب مقام المسبب، وقيل: جعلهم بمنزلة شيءٍ واحدٍ منبهًة على أنهم كنفسٍ واحدةٍ كقوله: فسلموا على أنفسكم {[النور: ٦١]. وقال الليث: الهمزة: الذي يعيبك في وجهك، واللمزة: من يعيبك في غيبتك، وقال غيره: هما شيء واحد، وأنشد لزيادٍ الأعجم:[من البسيط]